مع وصول الحرب الاميركية في افغانستان الى مرحلة حاسمة، وبعد تهديد الرئيس جورج بوش بأن المعركة لمكافحة الارهاب ستمتد الى كل مكان، يحبس العالم أنفاسه بانتظار معرفة الهدف التالي. ولم يعد مستعصياً التكهن بهوية الهدف أو الأهداف التالية، خصوصاً بعدما سلطت الأضواء في الفترة الماضية على دول ومنظمات بعينها متهمة بممارسة الارهاب أو رعايته، من الصومال واليمن والعراق الى الفيليبين. وكان الرئيس بوش قال خلال لقاء مع رئيسة الفيليبين غلوريا ارويو الشهر الماضي ان "الوقت حان لمواجهة النشاطات الارهابية سواء في أفغانستان أو الفيليبين"، في وصف واضح لنشاطات المنظمات الاسلامية، خصوصاً "جماعة ابي سياف" في جنوب الفيليبين بأنه "ارهاب". وترافق ذلك مع انباء عن وصول خبراء اميركيين الى الفيليبين للمساعدة في مواجهة المجموعات المتهمة بالارهاب. فما هي هذه المنظمات، وكيف نشأت؟ ومن هم زعماؤها؟ ولماذا فشلت كل الاتفاقات التي وقّعها زعماء المورو المسلمون مع الحكومات الفيليبينية المتعاقبة؟ "الحياة" تحاول الاجابة عن هذه الأسئلة، وتستعرض في تحقيق من حلقتين جانباً من تاريخ الاسلام في جنوب الفيليبين التي تسمى "أرض المورو"، وأهم المحطات في الصراع هناك، بدءاً من الاستعمار الاسباني و"حروب المورو" التي استمرت 333 سنة، الى الاستعمار الأميركي وانتهاء بالوضع الحالي. راجع ص 8