تعرض رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد لموجة انتقادات عالمية بسبب تصريحاته التي اقترح فيها أن يتعلم العالم الاسلامي من اليهود الذين "يحكمون العالم بالوكالة" على رغم ان "الاوروبيين قتلوا ستة ملايين يهودي من بين 12 مليوناً"، وحضه للدول الاسلامية على استخدام الحنكة والتكنولوجيا للتغلب على "الظالمين" وعدم اللجوء إلى العنف كشكل من أشكال الانتقام. وقوبلت تصريحات مهاتير بانتقادات من حكومات أستراليا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة، فيما نفى زعماء الدول الاسلامية المجتمعون في القمة وجود أي سبب للخلاف في شأن تصريحاته. نفى مهاتير امس تهمة معاداة السامية، واصفاً الانتقادات التي استهدفته بعد خطابه الحاد اللهجة ضد اليهود بأنها "غير عادلة بشكل صارخ". وقال خلال مؤتمر صحافي بعد اختتام القمة الاسلامية ان "عدم القدرة على انتقاد اليهود بدون ان نتهم بمعاداة السامية يعبر عن تحيز ضد المسلمين". وتابع: "ليس من المناسب انتقاد الاوروبيين واليهود. فهم يعتقدون على ما يبدو انهم شعب مميز، لكننا لا نعتقد ذلك". واحتج قائلاً: "ان يقال لي انه لا يمكنني ذكر وقائع تاريخية يعني اسقاط حقي في حرية التعبير". وكان مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ادم اريلي تصريحات مهاتير وقال انها "مهينة وجارحة ونتعامل معها بالازدراء والسخرية اللذين تستحقهما". ودان الاتحاد الاوروبي مساء التصريحات "المهينة والمعادية صراحة للسامية"، وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان بلاده التي ترأس في الاتحاد الاوروبي اقترحت تضمين بيانه في قمة بروكسل ادانة لتصريحات رئيس الوزراء الماليزي. وفي بوترا جايا اثارت الادانات الغربية بدورها ردود فعل، فقال فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية على هامش اليوم الاخير من اجتماعات القمة امس، ان مهاتير "قال الحقيقة". وأضاف: "في كل مرة ندين الافعال الاسرائيلية يتهموننا بمعاداة السامية". وقال وزير الخارجية المصري أحمد ماهر إن كلمة مهاتير "كانت بمثابة تشجيع للعالم الاسلامي، ولكن هناك من يحرص على الادانة فور توجيه أي انتقادات لإسرائيل من دون حتى قراءة الحقيقة أو فهمها". وأعرب وزير الخارجية الماليزي سيد حامد البر عن شعوره بخيبة الامل بسبب "سوء فهم" تصريحات مهاتير، مضيفاً أن الاخير ليست لديه مشاعر سيئة تجاه اليهود. وقال رئيس الوزراء الأسترالي جون هاورد إن تصريحات مهاتير كانت "عدوانية وبغيضة وغير مساعدة" وتعبر عن وجهة نظر تقسم العالم إلى معسكر للمسلمين وآخر لغير المسلمين. ودانت رئاسة الاتحاد الاوروبي التي تتولاها إيطاليا حالياً، تصريحات مهاتير ووصفتها بأنها معادية للسامية وشديدة العدوانية. واعتبرت تل ابيب ان مهاتير يروج للنوع "التقليدي من الدعاية المعادية للسامية" الذي أدى الى المحارق النازية، فيما اعتبرت واشنطن ان تصريحاته "لا تستحق سوى الازدراء والسخرية". وينظر إلى مهاتير الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه نهاية الشهر الجاري بعدما ظل في السلطة طوال 22 عاماً، كصوت مؤثر في العالم الاسلامي. وهو معروف بخطبه المثيرة للجدل التي تستهدف في شكل أساسي السياسات الغربية والانظمة السياسية والاقتصادية. وقد استدعت لندن وبرلين سفيري ماليزيا لديها لابلاغهما الاحتجاج على تصريحات مهاتير.