اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك في رسالة وجهها أمس الى رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد أن تصريحات الأخير في مؤتمر القمة الاسلامي الذي اختتم أمس الأول في بوتراجايا، معادية للسامية. وقال إن هذه التصريحات لا يمكن الا ادانتها من كل الذين لا تزال المحرقة حاضرة في ذاكرتهم. واشار شيراك في الرسالة التي سلم قصر الاليزيه نصها الى الصحافة الى ان تصريحات مهاتير حول دور اليهود اثارت استهجانا قويا جدا في فرنسا والعالم. وتابع: بالرغم من حرصكم وحرص حكومتكم على نفي اي تهمة بمعاداة السامية، الا ان هذه التصريحات لا يمكن الا ادانتها من كل الذين لا تزال المحرقة حاضرة في ذاكرتهم. وتابع شيراك في الرسالة لقد اطلعتم بالطبع على اعلان رئاسة الاتحاد الاوروبي الصادر في 17 اكتوبر. ودان القادة الاوروبيون الجمعة في بروكسل تصريحات مهاتير في اعلان صدر عن الرئاسة الايطالية للاتحاد وليس في البيان الختامي للقمة الاوروبية. واتهمت صحيفة معاريف الاسرائيلية امس الاحد شيراك بانه حال دون ان يتضمن البيان الختامي لقمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل قرارا يدين تصريحات رئيس الوزراء الماليزي، فيما اعتبر ممثل الاتحاد الاوروبي الاعلى للسياسة الخارجية خافيير سولانا ان هذا الاتهام لا اساس له على الاطلاق. كما وصف وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم أمس موقف الرئيس الفرنسي بأنه معيب. وقال الناطق باسم قصر الاليزيه ان الرئيس جاك شيراك شارك في ادانة الاتحاد الاوروبي لتصريحات مهاتير واكد على ان هذه التصريحات غير مقبولة. وقال شيراك انه لاحظ باهتمام ان مهاتير دان في كلمته العمليات الانتحارية حسب قول الرئيس الفرنسي المناوئة لاسرائيل، ودعا في رسالته الى الاحترام المتبادل بين منظمة المؤتمر الاسلامي والاديان الاخرى عملا بروح تقبل الآخر التي يدعو اليها الاسلام ايضا. وقالت وزارة الخارجية الاسرائيلية في بيان رسمي انه لمعيب ان تبدي دولة كبيرة كفرنسا ولو ادنى تفهم او قبول للملاحظات المعادية للسامية الصادرة عن مهاتير محمد.