أبلغ الوفد الليبي الذي تولى التفاوض مع عائلات ضحايا تفجير طائرة "يوتا" الفرنسية، ممثل الأسر غيوم دوسان مارك، عزمه على مغادرة باريس اليوم، السبت. وكان الوفد الذي يرأسه مدير "مؤسسة القذافي الخيرية" صالح عبدالسلام، طلب نسخة عن محضر المؤتمر الصحافي الذي تعقده وزارة الخارجية الفرنسية، وترجمه أحد القانونيين الليبيين لارساله الى رئيس المؤسسة سيف الاسلام القذافي لدرسه. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان اشارة سيف الاسلام القذافي في حديثه الى صحيفة "لوفيغارو"، الى الليبيين الستة المدانين غيابياً، هي محاولة تقوم بها ليبيا منذ البداية، لاستغلال الوضع والحصول من القضاء الفرنسي على اعادة محاكمة عبدالله السنوسي والغاء مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه. وأضافت المصادر ان المفاوضات بين سيف الاسلام وممثل عائلات الضحايا دارت منذ البداية حول هذه المسألة. وتابعت ان سيف الاسلام كان يريد الحصول من الجانب الفرنسي على الغاء الحكم القضائي الغيابي الصادر بحق الليبيين الستة، لكن المهم بالنسبة اليه هو الحصول على الغاء الحكم بحق السنوسي. وسعى دوسان مارك للبحث عن سبل قضائية تتيح معاودة المحاكمة، لكن هذه المسألة تعود الى القضاء نفسه ولا يمكن للجانب الفرنسي الرسمي التدخل فيها. وعلمت "الحياة" من مصادر ايطالية ان السنوسي كان يعالج في ايطاليا في الصيف الماضي عندما اتصل رئيس الحكومة الايطالي سيلفيو بيرلسكوني بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، يطالبه باخراج السنوسي من البلاد، تحسباً لاعتقاله من قبل "انتربول" بموجب مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة بحقه. وبناء على ذلك، عمل القذافي على نقل السنوسي الى القاهرة حيث يواصل علاجه. الى ذلك، عبر الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية ميرفيه لادسوس عن أمله بمعاودة المفاوضات بين ليبيا وأسر ضحايا الطائرة حول التعويضات الاضافية، على أسس واضحة، بعدما كانت هذه المفاوضات علقت قبل يومين، مكرراً عدم وجود أي اتفاق سري من أي نوع كان بين ليبيا وفرنسا، ومشيراً الى أن الجانب الليبي قدم، تكراراً وعلى أعلى المستويات، تعهدات بانهاء المفاوضات بأسرع وقت. وكان سيف الاسلام ابلغ صحيفة "لوفيغارو" من لندن "ان على الفرنسيين ان يفهموا: اذا ارادوا تعويضات اضافية، عليهم ان يعطونا شيئا في المقابل". واعلن ان بلاده تريد "تسوية" مشكلة ستة ليبيين حكم عليهم القضاء الفرنسي غيابياً بتهة التورط بتفجير "يوتا"، وان ليبيا تريد "تعويضات مالية لعائلات ثلاثة طيارين ليبيين قتلهم الجيش الفرنسي" اثناء مواجهات في التشاد في الثمانينات. وكرر ان هناك وثيقة "سرية" مكتوبة في ايلول سبتمبر وموقعة بين باريسوطرابلس، لكن "الفرنسيين قالوا إنهم لا يريدون الحديث عنها". وأشار الى ان مبلغ مليون دولار لكل عائلة كما هو معروض للتعويض عن الضحايا الفرنسيين في الاعتداء هو "الحد الاقصى" بالنسبة الى طرابلس. وقال: "اذا ما رأيت دفع مبلغ اكبر فسأفقد دعم الحكومة الليبية".