برز خلاف أمس في الاجتماعات التحضيرية للقمة الاسلامية العاشرة على مشروع قرار خاص بالعراق، ولوح مجلس الحكم الانتقالي بأنه قد يرفض المشروع. في حين تواصلت الاستعدادات في بوتراغايا عشية افتتاح القمة صباح اليوم بكلمة لرئيس دورتها الحالية رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد. وإلى كلمة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني رئيس الدورة السابقة للقمة، سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي وصل امس الى كوالالمبور لدعم ترشيح بلاده لمقعد مراقب في المنظمة، أبرز المتحدثين. وعلمت "الحياة" ان اعلاناً مهماً يحمل اسم "إعلان بوتراغايا" سيصدر عن القمة يتضمن وضع "استراتيجية اسلامية في التعامل مع الأزمات". وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان مناقشات جرت للمسودة المبدئية لمشروع القرار الخاص ببلاده، ولكن لم تتبع الاجراءات الصحيحة في هذه الاجتماعات، موضحاً "أن تعديلات كثيرة جداً أدخلت على القرار مما أفقده معناه ونياته". واضاف: "ان هناك احتمالا كبيرا ان يطلب الوفد العراقي خلال القمة تأجيل اتخاذ قرار في شأن قرار المنظمة الخاص بالعراق لأنه بسبب الظروف المتغيرة خصوصاً في مجلس الامن الآن بعد طرح مشروع جديد للقرار الاميركي امام المجلس الدولي". وتابع: "نريد ان نكون صبورين لئلا نجد انفسنا في تناقض مع الجهود الدولية لاحلال الاستقرار في العراق". وعقدت لقاءات جانبية أمس بين القادة، فاجتمع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الباكستاني برويز مشرف، في خطوة تهدف إلى كسر حدة المعارضة الباكستانية لترشيح روسيا عضواً مراقباً في المنظمة. وكان الترشيح الروسي أحد أبرز الموضوعات التي أثارت جدلاً في اوساط القمة، ولاقى معارضة من عدد من دول المنظمة أبرزها باكستان التي تتحسب من ان تؤدي خطوة كهذه الى طلب هندي مماثل. واقترحت ازاء ذلك انشاء ملتقى اسلامي للدول ذات الاقليات الاسلامية الكبيرة. وعقد وزراء لجنة المتابعة في المجموعة العربية أمس اجتماعاً لمناقشة مشاريع القرارات والبيانات التي سيتضمنها البيان الختامي خصوصاً ما يتعلق منها بالشأن العربي. وفي حين أكدت مصادر ان بياناً مستقلاً سيصدر عن المؤتمر ويتضمن مساندة الدول الاعضاء لسورية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية، أكد وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ل"الحياة" ان بياناً مستقلاً سيصدر عن العراق. وأوضح أن البيان سيتضمن أساسيات القرارات العربية الخاصة بالوضع في هذا البلد، بما في ذلك الدعوة الى التعجيل بانسحاب القوات الأجنبية وإعادة الشرعية اليه، والتأكيد على سيادته واستقلاله ووحدته الاقليمية. وفي هذا الصدد، وصف وزير الخارجية في مجلس الحكم العراقي هوشيار زيباري أجواء المؤتمر بأنها ايجابية في ما يتعلق بالمسألة العراقية، وأبدى في تصريح إلى "الحياة" تفاؤله بما اتخذه وزراء الخارجية العرب من مواقف في هذا الشأن.