تعرض مطار بغداد فجر أمس لقصف بأربعة صواريخ كاتيوشا، رغم الإجراءات الأمنية المشددة وغير المسبوقة التي تشهدها العاصمة بمناسبة عقد القمة العربية. ولم يسفر القصف عن خسائر مادية أو بشرية، كما لم يؤثر على حركة وصول الوفود للمشاركة في القمة. ومن المتوقع أن يطرح رئيس الحكومة نوري المالكي خلال انعقاد جلسة قادة القمة غدا، مبادرة تتعلق بالملف السوري. وأكد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية ل "الوطن" أن "المبادرة تتضمن أربع نقاط هي: إيقاف العنف، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإجراء انتخابات لمجلس الشعب، وإعداد دستور جديد للبلاد"، مشيرا إلى أن وزير الخارجية هوشيار زيباري سيمهد لطرح المبادرة أثناء اجتماع وزراء الخارجية اليوم. في غضون ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية أن مشروع القرار المتعلق بسورية والذي سيقدم إلى وزراء الخارجية العرب اليوم، يدعو الحكومة السورية والمعارضة إلى بدء حوار للتوصل إلى حل سلمي للأزمة، كما ورد في نص المسودة. كما يطالب مشروع القرار المعارضة السورية ب"توحيد صفوفها وإعداد مرئياتها من أجل الدخول في حوار جدي يقود إلى تحقيق الحياة الديموقراطية". وينص مشروع القرارالذي اعتمده مندوبو الدول الأعضاء بالجامعة العربية على "إدانة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين"، ويعتبر "مجزرة بابا عمرو المقترفة من الأجهزة الأمنية والعسكرية السورية ضد المدنيين جريمة ترقى إلى الجرائم ضد الإنسانية". وفي السياق، أعلنت الإمارات أمس أن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش سيمثلها في القمة، فيما سيمثل اليمن وزير الخارجية أبو بكر القربي، وفقا لمصدر حكومي بصنعاء. وشهدت بغداد أمس أولى الاجتماعات الممهدة للقمة بلقاء وزراء الاقتصاد والمال لمناقشة قضايا تتعلق بالسياحة والأمن المائي ومواجهة الكوارث، في اجتماع ظللته الأحداث في سورية، التي علقت مشاركتها في الاجتماعات. وعلى هامش القمة، استقبل رئيس وفد المملكة إلى القمة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر ومندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، في مقر إقامته ببغداد أمس وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة بالإضافة إلى بحث جدول أعمال القمة. وأعرب زيباري خلال اللقاء عن تقديره لقيادة المملكة ودورها الفاعل في مختلف القضايا العربية. إلى ذلك، شهدت مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار غربي العراق أمس تظاهرة شارك فيها المئات مطالبين قادة القمة بالضغط على الحكومة لإعادة التوازن في مؤسسات الدولة واحترام استقلالية القضاء ووضع حد للتدخلات الإيرانية في البلاد. وقال أحد منظمي التظاهرة المحامي عبد الستار علوان الدليمي إن "شخصيات عشائرية ودينية وسياسية والمئات من الأهالي في مدينة الفلوجة شاركوا في تظاهرة سلمية بساحة ميسلون وسط المدينة لمطالبة قادة القمة العربية بالضغط على الحكومة لإعادة التوازن في مؤسسات الدولة وخاصة في الجيش والشرطة بعيداً من التمييز والطائفية ووضع حد للتدخلات الإيرانية العلنية والخفية في البلاد". وأضاف أن "المتظاهرين دعوا أيضاً إلى إقرار قانون العفو العام ووقف عمليات الاغتيال والتهجير القسري والاستيلاء على المساجد تحت ذرائع مختلفة، وعدم تسييس القضاء لصالح الحكومة"، مشيراً إلى أنهم "شددوا على ضرورة بحث ملف الدماء العراقية التي أريقت في سورية".