تناقلت وسائل الإعلام خبر موافقة البرلمان التركي على إرسال قوات تركية الى العراق، للانضمام الى قوات التحالف. وأظهر الأكراد خشيتهم وخوفهم من الوجود العسكري التركي، ليس بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية الجديدة التي طافت على الساحة بعد سقوط نظام صدام، بل خشيتهم من أن تمتد سنوات طويلة قبل زوال نظام صدام. والأسباب الحقيقية لتخوف الأكراد من الأتراك تتلخص في أن تركيا لها كل الامكانات السياسية والديبلوماسية والعسكرية، بواسطة وجودها في الحلف الأطلسي وعلاقاتها مع المجتمع الدولي وخصوصاً أميركا، منع قيام كيان كردي كردستان الكبرى في المنطقة. ولهذا يحاول الأكراد الاصطياد في الماء العكر بتحريض العراقيين، وغيرهم، ضد الأتراك. فيبقى الأكراد القوة الوحيدة، بعد قوات التحالف في عموم العراق، ويفرضون سياسات التكريد، والأمر الواقع، وطرد الشعوب غير الكردية من شمال العراق الحبيب. فبعد أن وفق الأكراد في تكريد أكثرية مناطق الآشوريين، في شمال العراق، بدأوا الآن بتكريد مناطق العرب والتركمان واليزيد الواقعة في الموصل وكركوك وديالى وخانقين وغيرها. ولهذا أدعو كل العراقيين الى الحذر من الدعوات التي يطلقها الأكراد لمحاربة الأتراك، لأنهم لا يخافون على شمال العراق بل يطمعون فيه. ثم أسأل: لماذا الخوف من الأتراك؟ أليس يحتل الأكراد الشمال؟ ألم يمنعوا اللغة العربية هناك؟ ألم يقفوا ضد رفع العلم العراقي؟ إنني أعتقد أن العراقيين، وكذلك الأتراك والسوريين والإيرانيين والأذريين والأرمن واليزيد والكلدان يلتقون على منع قيام كردستان، لأن قيامها يعني طرد الشعوب غير الكردية من المنطقة التي سكنوها منذ آلاف الأعوام، وقبل أن يظهر الأكراد الى الوجود، وقبل أن يهاجروا من بلاد فارس الى بلدان المنطقة التي تقبلتهم، ورحبت بهم. وأخيراً انه من المهم الانتباه والحذر من استعمال كلمة كردستان، أو الترويج لها، لأنها مشروع غير سليم، وغير عادل البتة، ويهدف الى بلبلة المنطقة كلها. ولكننا مع مساواة الأكراد مع كل أبناء الوطن، وليس تفضيلهم على أحد، وإلغاء فكرة أن العراق يتكون من قوميتين رئيستين. فهذه فكرة عنصرية مقيتة لا تخدم الوطن. فالعراق يتكون من كل العراقيين. كندا - حسام ابراهيم [email protected]