أكدت مصادر متطابقة في الجزائر أن "الأمير الوطني" ل"الجماعة السلفية للدعوة والقتال" حسان حطاب عُزل من منصبه خلال اجتماعات "مجلس الحل والعقد" لهذه الجماعة المسلحة نهاية آب اغسطس الماضي، وعُين محله نبيل صحراوي المدعو "أبو إبراهيم مصطفى". وأفاد تائبون من "الجماعة" ان مركز قيادتها انتقل من منطقة سيد علي بوناب في ولاية بومرداس إلى مرتفعات جبال أكفادو بين ولايتي تيزي وزو وبجاية 300 كلم شرق العاصمة. وهذه المرة الثانية التي يُعزل فيها حطاب من قيادة "الجماعة" منذ تأسيسها في آب اغسطس 1998، بعد انشقاقها عن "الجماعة الإسلامية المسلحة". وكانت المرة الأولى سنة 1999 عندما تولى الإمارة عبدالمجيد ديشو "أبو مصعب" لكنه قُتل بعد ذلك بشهور قليلة وسط خلافات بين قادة "الجماعة السلفية". ولا يُعرف هل ما زال حطاب حياً. لكن بعض المصادر رجّح ان يكون عوقب بالسجن أوالقتل. وجاءت المعلومات عن التغيير في قيادة "الجماعة السلفية" إثر بيان صادر عنها بتاريخ 16 آب اغسطس الماضي الموافق لتاريخ 18 جمادى الثانية أشار الى إجتماع ل"أهل الحل والعقد" قدّم خلاله حطاب إستقالته و"أصر عليها بعد مراجعته". لكن مصادر أمنية قالت ان حطاب لم يستقل بل عُزل من القيادة بسبب تساهله في التعامل مع "أمير المنطقة الخامسة" عبدالرزاق البارا في عدد من "الإنحرافات". وذكر بيان "الجماعة السلفية" أن "من مهام المجلس تنصيب أمير الجماعة وعزله. وبموجب ذلك وبناء على أن جل الأعيان حاضر، باشر المجلس درس الإستقالة وتمت الموافقة عليها". وتابع: "وبناء على ذلك عين مجلس أهل الحل والعقد أبا إبراهيم مصطفى أميراً على الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقُدمت له البيعة الشرعية من الأعيان الحاضرين، علماً أن بيعتهم ملزمة لأفراد الجند". ودعاهم إلى "السمع والطاعة في المعروف والتعاون في البر والتقوى". ونبيل صحراوي أبو إبراهيم مصطفى من مواليد سنة 1969 في ولاية باتنة 400 كلم شرق الجزائر، وله تكوين جامعي وثقافة شرعية. وتولى قيادة "المنطقة الخامسة" ل"الجماعة الإسلامية المسلحة" قبل أن ينشق عليها في 1998والتحق ب"الجماعة السلفية" التي كانت حديثة النشأة. لكنه عُزل في 1999 على يد عبدالرزاق "البارا" الذي حل محله على رأس الجماعة في "المنطقة الخامسة". وحمل بيان تعيين نبيل صحراوي تواقيع عدد من قيادات "الجماعة السلفية" مثل بلمختار مختار أبو العباس خالد، الأمير السابق للمنطقة التاسعة، سعداوي عبدالحميد أبو الهيثم يحيى، أمير المنطقة الثانية، مخفي رابح أبو محمد عبدالناصر، مسؤول اللجنة العسكرية في الجماعة، عبي عبدالعزيز أبو الهمام عكاشة، المسؤول السابق للجنة العسكرية وهو مظلي سابق في الجيش، دويم عبدالقادر أبو بصير يوسف السوفي، نائب أمير المنطقة الخامسة التي يتزعمها "البارا"، إضافة إلى ربيع شريف السعيد المدعو "أبو زكرياء"، مسؤول اللجنة الطبية وهو أيضاً صهر حسان حطاب. ومثل عياد طاهر "أبو عبدالرحمن طاهر" "المنطقة السادسة" في الجماعة أميرها أسامة أبوعبد الجابر. ولاحظت مراجع على صلة بملف الجماعات المسلحة أن غالبية الموقعين على بيان تنحي حطاب وتعيين الأمير الجديد هم من خصوم عبدالرزاق "البارا" أمير "المنطقة الخامسة". ومن بين هؤلاء صحراوي نفسه الذي كان "البارا" عزله في 1999، ويوسف أبو بصير الذي كان يضمن تزويد "الجماعة السلفية" بالأسلحة والذخيرة عبر شبكات الجنوب قبل أن يُبعده "البارا"، ومختار بلمختار "أمير المنطقة التاسعة" التي تشمل الصحراء الكبرى عزله "البارا" مطلع العام الجاري لأسباب مجهولة، والتحق منذ ذلك الوقت بمركز قيادة "الجماعة السلفية". ويعد "البارا" من أبرز القيادات الميدانية في "الجماعة السلفية". وهو كان نفذ عمليات عدة خلال السنة الجارية أبرزها قتل 50 عنصراً من القوات المظلية في ولاية باتنة وخطف 32 سائحاً أجنبياً في الصحراء. و"البارا" حالياً في شمال مالي في حال عزلة شديدة بعدما شددت قوات الأمن الجزائرية حصارها على الحدود. وهو انتقل الى هناك مع أفراد مجموعته حيث أطلق مجموعة من الرهائن الغربيين خطفهم في الصحراء الكبرى قبل شهور. وفقدت "الجماعة السلفية" منذ 2001 أكثر من 150 عنصراً بينهم أربعة من أقارب حطاب، وغالبيتهم في "المنطقة الثانية" شرق العاصمة سلموا أنفسهم إلى أجهزة الأمن التي استطاعت، بعد التحقيق معهم، تفكيك شبكات دعم وإسناد واعتقلت أكثر من 230 شخصاً لم يكونوا أصلاً محل متابعات قضائية.