بعد ترددها طويلاً في اختيار العرض التلفزيوني المناسب، تطل جيزيل خوري في برنامج سياسي أسبوعي جديد على شاشة القناة الإخبارية المستقلة "العربية"، التي يطلقها مركز تلفزيون الشرق الأوسط "أم بي سي" الفضائية ابتداءً من مطلع شباط فبراير المقبل. وآخر إطلالاتها على "أم بي سي" كانت استضافتها للرئيسين الفلسطيني ياسر عرفات واليمني علي عبدالله صالح بهدوء ما بعد العاصفة، تحدثت جيزيل خوري ل"الحياة" عن طبيعة برنامجها الجديد. ما هي طبيعة برنامجك الجديد؟ - هو برنامج سياسي أسبوعي اسمه "بالعربي..." يعني بالعربي الفصيح أو "المشبرح" أو أي معنى يدل على الصراحة. يظهر البرنامج أهمية الشخصية من خلال علاقتها بالحدث. تقدم كل حلقة في البرنامج الذي يستمر ساعة ونصف الساعة تقريرين: الأول له علاقة بالحدث والشخصية معاً والآخر يشمل آراء الناس وعلاقتهم بالحدث، وهذه فكرة جديدة. كما من الممكن استضافة شخصية تظهر أهميتها لارتباطها بمعظم الأحداث مثل رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو غيرهما من الشخصيات القيادية... هل يكفي ضيف واحد برأيك لمناقشة حدث ما؟ - تحدثت كثيراً في هذا الموضوع مع المسؤولين في "أم بي سي" و"العربية"، وأجمعت آراؤهم على ان أكثر ما يميزني قدرتي على اجراء مقابلة حميمية مع ضيف واحد، وبرأيهم أني أعطي اضافة خاصة في هذه الحالة إذ يكون التركيز أفضل مما لو استضفنا أشخاص عدة سواء في الاستوديو أم عبر خطوط البث الفضائي "ليمكس". ما المميز في عرض "أم بي سي" حتى وقع اختيارك عليه دون بقية العروض؟ - كل العروض كانت جيدة، وأودّ أن أشكر اصحابها جميعاً على ثقتهم الكبيرة بخبرتي وعملي. اخذت وقتاً طويلاً لأقرر لأني كنت خائفة، وكان من الصعب عليّ الاختيار بعد 16 سنة، ولكن كان من الضروري ان أختار في النهاية. لا أستطيع تقديم أسباب واضحة لاختياري "أم بي سي" سوى أنني شعرت بارتياح في هذا المكان، كما انها قدمت لي القناة الأخبارية، وهي التي أغرتني أكثر. أليست سمعة "أم بي سي" سبب اختيارك؟ - صحيح أن "أم بي سي" مؤسسة متينة جداً وفيها امكانات ضخمة وأشخاص محترفون، ولكن مشروع القناة الإخبارية يجذب بالتأكيد مقدمة برامج سياسية مثلي. ألم يخيفك أنها قناة جديدة؟ - على العكس، أنا أحبّ أن أبدأ مع مشروع جديد، لا سيما انها تستند الى مؤسسة مثل "أم بي سي". هل من تحول يمكن ان يلاحظه المشاهد في شخصيتك أو طريقة عملك في برنامجك الجديد؟ - هناك اختلاف في طريقة العمل طبعاً لأن فريق العمل جديد. وهو يشمل صاحب قيمة ثقافية وسياسية بارزة في المجتمع اللبناني وأعني طبعاً زياد ماجد وكذلك حسين جرادي وهو صحافي في جريدة "النهار"، ويعمل باندفاع كبير وبحشرية لاكتشاف عالم التلفزيون فيذكرني بما كنت عليه منذ 20 سنة. الشباب أصدقائي ولكن هذه المرة الأولى التي نعمل فيها معاً، أشعر بوجود حماسة كبيرة وأحلام كبيرة وهذا بالطبع يعطي العمل الزخم اللازم لنجاحه. فحسين يقدم كلّ شبابه وخامته وحبّه للاستطلاع، وزياد مزوّد بخبرته الفعلية ونشاطه على الأرض سياسياً وثقافياً وعلمياً، لأنه مثقف ومتعلم جداً وصاحب خبرة صحافية إضافة الى علاقاته العربية والأوروبية، وأنا بخبرتي التلفزيونية وتجربة 16 سنة، لذلك اعتبر اني كنت بحاجة لمثل هذه النقلة، فالمغامرة الجديدة تحمل الكثير من الزخم. هل فكرت في وقت ما بالابتعاد عن العمل التلفزيوني والانتقال الى الصحافة المكتوبة؟ - بعدما "ختيرت" - تقولها ضاحكة - لم أمتلك الجرأة اللازمة لذلك حتى الآن ولكنني سأفعل. اعتبر اليوم ان الصحافة التلفزيونية مغرية أكثر. ما هي معايير اختيار مقدمات البرامج في المحطات برأيك؟ - أعتقد أن كلّ محطة مسؤولة عن خياراتها، البعض جيد ولكن على البعض الآخر التفكير في عمل من نوع آخر. لن أدخل في تقويم أي شخص أو محطة، فالفضاء أصبح مفتوحاً وأعتقد أنه سيُصار الى نوع من "الغربلة"، والناس هم الذين يقررون في النهاية، أتمنى ذلك. ما رأيك بالبرامج الثقافية والسياسية التي تُعرض؟ - هناك طبعاً مشكلة بالنسبة للبرامج الثقافية، لأنها لا تعطي المساحة اللازمة والوقت المهم، هذا على مستوى لبنان. هناك بعض المحاولات لبرامج من هذا النوع على الفضائيات لكنها لم تأخذ بعد الزخم اللازم لها. البرامج السياسية أفضل، لذلك هناك قناة اخبارية جديدة، ولذلك تم التعاون بين "الحياة" و "أل بي سي" . حتى "أبو ظبي" انتقلت أكثر الى أخبار وبرامج سياسية... ما يعني اهتمام الناس بالأزمة السياسية الكبيرة، ولكن بعض البرامج السياسية يسبب الازعاج، فمنها ما هو مُسيّس بالتزام اعتقد انه مؤذ. ما هو تحديداً نوع البرامج السياسية الذي يزعجك؟ - البعيد عن الاحتراف بالخبر، أي ما يتضمن الأفكار المسبقة عند طرح الأسئلة أو المواضيع. أنا لست ضدّ الموقف ولكن من الضروري ان تسمى الأشياء بتجرد وباحتراف.