اختتمت قناة «العربية» عامها السابع بخليط من الجوائز والدموع وشبه احتكار عربي في التفوق في تغطية الأحداث الكبرى في العالم العربي. ففي الوقت الذي حصدت فيه جوائز مهمة على برامجها الأسبوعية في مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في البحرين، فقدت في المقابل اثنين من مراسليها في ميدان الحرب (الصومال وأفغانستان). وخلال العام المنصرم عززت القناة التي تصدر من دبي موقعها إذ اصبحت إحدى أبرز المحطات الرئيسة التي شاهد العرب من خلالها تطورات الحدث الإيراني والنافذة الرئيسة لأهم حدث سياسي في المنطقة في وقت ترددت قنوات عربية إخبارية أخرى في تغطيته. وكان الثمن ان عاقبت السلطات الإيرانية «العربية» بإغلاق مكتبها في طهران وطرد اثنين من مراسليها ضياء الناصري وقبله حسن فحص. وعلى جبهة أخرى نشطت قناة «العربية» في تغطية ميدانية متكاملة للحرب في اليمن وتطورات المواجهات بين القوات اليمنية و «القاعدة». وفي فلسطين قدمت «العربية» تغطية متميزة للمواجهات في القدسالمحتلة بين المستوطنين وأهل المدينة العرب ومحاولات الإسرائيليين تغيير ملامح المدينة المقدسة بالاستيلاء والتهويد، وتابعت تفاصيل التغييرات السياسية في اسرائيل ورحلات المبعوث الأميركي جورج ميتشيل. وفي لبنان كانت «العربية» المحطة الأكثر شمولاً في التغطية الصحافية لتكمل بذلك مسيرتها التي تميزت بها منذ زلزال اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من اغتيالات وحروب وأحداث سياسية. وانفردت «العربية» أيضاً بتغطيتها لكارثة فيضانات السيول في مدينة جدة وبسببها فتحت التحقيقات الرسمية لمعرفة أسباب التقصير الذي أدى الى أكبر وفيات في تاريخ الكوارث الطبيعية في المملكة العربية السعودية. وفي آخر نشاطاتها الإخبارية تفوقت «العربية» في تغطيتها تفاصيل جريمة اغتيال القيادي في «حماس» محمود المبحوح في دبي وصارت مصدراً أساسياً للإعلام الدولي حول انباء تطورات الجريمة. وكانت القناة اختتمت عامها السابع بحصد عدد كبير من جوائز مهرجان الخليج للإذاعة والتلفزيون في البحرين، ومن بين 10 جوائز حصدتها مجموعة «ام بي سي»، كان نصيب «العربية» 4 جوائز، هي الجائزة الذهبية في مسابقة «البرامج الحوارية» لبرنامج «إضاءات»، الجائزة الذهبية لبرنامج «روافد» في مسابقة «البرامج الثقافية والتوعوية» لشركات ومؤسسات الإنتاج الخليجية والعربية، الجائزة الذهبية لبرنامج «في الموقع» في مسابقة «البرامج الاقتصادية التلفزيونية»، فيما حصل برنامج «في المرمى» على الجائزة الفضية في مسابقة «البرامج الرياضية». وقدم رئيس مجلس إدارة مجموعة «ام بي سي» وليد بن إبراهيم آل إبراهيم تهنئته وتقديره للعاملين في قناة «العربية» على النجاحات التي حققتها القناة وهي تستعد لدخول عامها الثامن. وأشار في بيان إلى ان القناة، وعبر النهج المهني الذي خطته لنفسها، استطاعت ان تحقق قفزات مشهودة في نسب المشاهدة في العالم العربي، إضافة الى كونها المصدر الإخباري المفضل عن التجمعات العربية المقيمة خارج العالم العربي، لافتاً الى التغيير الذي أحدثته في نهج الإعلام العربي. وقال: «لنا تجربة مبكرة مع اخبار «ام بى سي» قبل 18 سنة حين كانت توحّد الشارع العربي وتجمعه في وقت واحد، ليصبح نمطها الإخباري هو المطور للأساليب التقليدية في نشرات الأخبار العربية». وقال مدير القناة العام عبدالرحمن الراشد إن سر «العربية» يكمن في كتائبها الشابة، وان ظلت تدهش المشاهدين العرب بقدرتها على تقديم خدمة إعلامية حديثة متميزة، وأضاف: «العربية اليوم نافذة ل200 مليون مشاهد عربي، وأصبحت تقود الإعلام العربي نحو معايير مهنية راقية». واستطرد: «ما نراه من تبدل في نهج المحطات الإخبارية وشكلها أمر يؤكد ما أحدثته «العربية» من تأثير وتغيير في الساحة الإعلامية خلال السنوات السبع الماضية». وعن العام الجديد ذكر الراشد ان القناة تنوي تقديم تغييراتها تدريجاً، وكانت قد بدأت برنامجاً أسبوعياً إخبارياً جديداً باسم «استوديو بيروت» من استوديو أخبار القناة هناك ينقل الحدث والرأي من تلك الزاوية الجغرافية. وسيكون مقدمة لسلسلة برامج مماثلة حيث ينطلق قريباً «استوديو القاهرة»، وسيقدمه الإعلامي المعروف حافظ الميرازي الذي انضم الى «العربية» حديثاً. وفي السعودية أنهت المحطة بناء استوديو خاص لإطلاق برنامجها الجديد «واجه الصحافة» الذي يقدمه الزميل داود الشريان، ويسلط الضوء على الرؤية السعودية خصوصاً، والعربية عموماً، للقضايا المحلية والعربية والإقليمية والعالمية. وسيفتح البرنامج عدداً من الملفات السياسية والعامة، متطرّقاً إلى قضايا السعودية والمنطقة. وأضاف الراشد: «قبلنا،أيضاً، التحدي بإصدار برنامج أسبوعي عن الكتب، اسمه «عالم الكتب»، ومع ان برامج الكتب عادة لا تنجح على شاشات التفزيون فإننا نعتقد بأن تجربتنا مختلفة بأسلوبها وفي محتواها». وأشار الى ان مشروع «العربية» الرئيس لهذا العام هو «تطوير الأسلوب الإخباري ليكون أكثر إثراء وتشويقاً، كما ستشهد الرياضة على شاشة العربية نفضة جديدة تكمل ما بدأته في فرض نفسها كمصدر للأخبار الرياضية». أيضاً حافظت «العربية» على قيادتها الإعلامية للسوق العربية عبر تغطياتها الاقتصادية وكانت حاضرة في تغطية الأزمة العالمية المالية، وكانت المصدر الأول لأخبار أزمة دبي المالية، واختار منتدى دافوس العالمي «العربية» شريكاً استراتيجياً لتقديم واحدة من ندواته. ورأى مدير الإعلام في القناة ناصر صالح الصرامي ان «العربية» فرضت نفسها كأحد أكثر المصادر الإخبارية صدقية في المنطقة، وقال ان «جهودها في تقريب وجهات النظر بين الحضارات الإنسانية لا تحتاج إلى شاهد عيان»، معتبراً أن القناة، «نجحت في إرساء معايير جديدة لنقل الأخبار، مرتكزة على رسالتها الراسخة في أن تمنح المشاهد فرصة استثنائية ل «أن يعرف أكثر»، وأن «يبقى أقرب إلى الحقيقة». لتصبح مصدراً معلوماتياً أساسياً لعدد من صانعي القرار».