علمت "الحياة" ان وزارة الخارجية الايرانية أجلت الى موعد غير محدد زيارة كان مفترضاً ان يقوم بها الى طهران وزير الخارجية العراقي ناجي صبري، للقاء الرئيس محمد خاتمي ووزير الخارجية كمال خرازي. وتزامن هذا القرار مع أمرين مهمين، الأول خارجي يتعلق باستعداد ايران لاستقبال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الأحمد، ويُعتقد ان التأجيل جاء للحؤول دون تزامن الزيارتين. اما الأمر الثاني فهو داخلي بحت، اذ ان بعض أعضاء البرلمان الايراني كان انتقد علناً استقبال صبري في هذه الظروف، وهدد النائب الاصلاحي نورالدين بير مؤذن بتقديم طلب لاستجواب خرازي امام البرلمان، وقال: "الخارجية تتصرف في شكل يدعو العالم الى الاعتقاد بأن ايران تتبع سياسة التنسيق مع العراق الذي لم يبد أي حسن نية تجاهها". وابلغ الصحافيين بعد جلسة للبرلمان ان "ليس ملائماً ان تستقبل ايران وزير الخارجية العراقي في هذا الوقت الحساس الذي وصل فيه المجتمع الدولي الى اقتناع بضرورة ازاحة الرئيس صدام حسين". ولم يُعلن رسمياً عن المحادثات التي كان مفترضاً ان يجريها صبري، علماً ان بعض الأوساط الاعلامية الايراني ة توقع ان "ترسل بغداد رسالة الى طهران" في شأن الملفات العالقة بين الجانبين منذ انتهاء الحرب العراقية - الايرانية عام 1988، وذلك نظراً الى حاجة العراق الى ضمان عدم مساهمة ايران في أي حملة اميركية، وعدم السماح للمعارضة العراقية الاسلامية المتحالفة مع طهران بالتحرك انطلاقاً من الأراضي الايرانية، للمشاركة في العمل العسكري المرتقب.