بغداد، طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - في خطوة جديدة على طريق تطبيع العلاقات بين بغدادوطهران أعلن مدير مكتب مفوضية الاممالمتحدة للاجئين في العاصمة العراقية دانيال بيلامي أمس ان دفعة أولى من ثلاثة آلاف لاجئ إيراني قدموا طلبات للعودة الى بلادهم، قد تتوجه الشهر المقبل الى ايران، بعد عودة 6600 لاجئ عراقي من ايران أخيراً. في الوقت ذاته جددت طهران معارضتها أي هجوم اميركي على العراق. وأوضح بيلامي ان "3 آلاف من أصل 23 ألف لاجئ ايراني موجودين في العراق قدموا استمارة العودة الطوعية الى بلادهم"، موضحاً ان اعادتهم "ستتم في مجموعات". وأضاف انه لم يحدد أي موعد لبدء عودة هؤلاء اللاجئين ولكن يتوقع ان تتوجه الدفعة الاولى الى ايران "بعد عيد النوروز في آذارمارس المقبل". وكان مصدر في وزارة الخارجية العراقية أعلن بداية كانون الثاني يناير الماضي ان العراقوايران اتفقا على توزيع "استمارة العودة الطوعية" الخاصة بالنازحين العراقيين واللاجئين الايرانيين، برعاية الأممالمتحدة. وفي تصريحات نشرتها صحيفة "الرافدين" العراقية الاسبوعية امس قال بيلامي ان طهران وافقت على استقبال الدفعة الأولى من اللاجئين الايرانيين الذين قدموا طلبات للعودة الى بلادهم. واشار الى ان "6600 عراقي عادوا من ايران طوعا وزارتهم المفوضية العليا". وعبّر عن ارتياحه الى "إعادة اندماجهم في مجتمعهم حيث قدمت الحكومة العراقية كل المعونات" لهم. ويبلغ عدد اللاجئين الايرانيين في العراق حوالى 23 الفا بينما هناك 13 الفا من اللاجئين الأتراك، حسبما ذكر بيلامي. ويقيم هؤلاء في مخيمات وقرى في محافظات الأنبار وميسان وأربيل والسليمانية. وكانت الحكومتان العراقيةوالايرانية وافقتا في آذار الماضي على عودة رعايا كل منهما المقيمين على أساس اللجوء. واعادة اللاجئين الايرانيين ستكون خطوة اخرى على طريق تحسين العلاقات بين بغدادوطهران اللتين خاضتا حربا استمرت ثماني سنوات 1980 - 1988 سقط خلالها طبقا للتقديرات الغربية حوالى مليون قتيل. وتبادل البلدان الاسبوع الماضي رفات 134 جنديا قتلوا في الحرب، كما افرجت ايران الشهر الماضي عن 682 أسيرا عراقيا في مقابل اطلاق بغداد 50 ايرانيا. وزار وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي طهران الشهر الماضي والتقى الرئيس محمد خاتمي ووزير الخارجية كمال خرازي. وفتح العراق حدوده امام الايرانيين الراغبين في زيارة الأماكن الدينية. وعن الاتراك اللاجئين في العراق، قال بيلامي: "ليست هناك بوادر تشير الى رغبتهم في العودة الى وطنهم". الى ذلك، أجرى نائب وزير الخارجية الايراني محسن أمين زاده محادثات في أنقرة امس، وجدد معارضة بلاده "أي هجوم اميركي على العراق، لأن أي خطوة من هذا القبيل لن تحل المشكلة، بل ستكون خاطئة، وستؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة". واكد ان طهران تتبادل وجهات النظر مع أنقرة في شأن مسألة العراق، واضاف: "إذا طرح اقتراح لتعاون البلدان المجاورة للعراق، فإن ايران ستتعامل معه بإيجابية".