أعلن نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ان العراق سيرفض اي قرار جديد للامم المتحدة يراه "ضاراً" به، وجدد تأكيد بلاده السماح بعودة المفتشين. وتوعد نائب رئيس الوزراء طارق عزيز الولاياتالمتحدة بتكبيدها "خسائر لم تتكبدها منذ عشرات السنين" اذا شنت هجوماً على بغداد، محذراً من ان "العدوان على العراق لن يكون نزهة اميركية بل معركة شرسة". وجدد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري، الذي وصل الى طهران أمس حاملاً رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين الى نظيره الايراني محمد خاتمي استعداد بلاده للتعاون مع المفتشين الدوليين، مشدداً على خلو بلاده من اسلحة الدمار الشامل. شدد نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان لدى افتتاحه المؤتمر الثاني للمنظمات العربية غير الحكومية الذي عقد في بغداد امس على التحرك لتشكيل ما سماه ب"جبهة دولية لمواجهة ما تشكله العدوانية الصهيونية - الاميركية من مخاطر ليس فقط على الامن القومي العربي بل على الامن والسلم الدوليين"، مضيفاً "ان المعركة مع هؤلاء الاشرار طويلة" مؤكداً على "الحاجة الى الصبر والصمود". واوضح رمضان ان هناك "برنامجاً اميركياً - صهيونياً مرسوماً تسعى الادارة الاميركية لتنفيذه بمشاركة حلفائها على مراحل يستهدف العديد من الاقطار العربية بهدف اعادة استعمار الوطن العربي من جديد وتفتيت كياناته السياسية وتغيير معتقداته، والاستيلاء على ثرواته المادية، ورسم خارطة جديدة للمنطقة تتيح للكيان الصهيوني انهاء قضية الشعب العربي الفلسطيني، وتهجير المزيد من ابنائه، وابتلاع اراض عربية جديدة … كما يتيح للادارة الاميركية فرض هيمنة مباشرة على النفط العربي من البئر حتى المستهلك" مشيراً الى ان واشنطن استغلت احداث ايلول سبتمبر 2002 للتعجيل بتنفيذ مخططها العدواني تحت غطاء ما يسمى ب"الحرب على الارهاب". طارق عزيز: العراق يشكل توازناً مع اسرائيل وقال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز: "نسمع الآن من يقول لنا: كيف تواجهون اميركا بما تملكه من اسلحة وقدرات؟ وهو ما قاله لنا كثيرون عام 1990 وعندما وقع العدوان علينا وبدأ الناس يشاهدون على شاشات التلفزيون ما يحدث تصور الكثيرون ان العراق قد محي من الخارطة، وانتهى من على وجه الارض. لكننا صمدنا، وقاومنا، وبدلاً من ان تمحو الامبريالية الاميركية العراق، نهض مجدداً واستمر في نهجه ومقاومته للهيمنة. وبدأ يشكل توازناً سياسياً معنوياً مع اسرائيل". واوضح عزيز الذي كان يتحدث في ندوة "الفكر القومي العربي" التي بدأت اعمالها في العاصمة العراقية امس "بعد احداث 11 ايلول التي لم تكن للعراق صلة بها على الاطلاق شعرت الامبريالية الاميركية ان هذه هي فرصتها للعدوان علينا، وكانت الصهيونية هي المحرك الاساسي لهذا المخطط، بعدما ادركت ان لا بد من العمل على رسم وضع جديد للمنطقة يتيح لها البقاء والتوسع"، مشيراً الى ان "المخطط العدواني الماثل لا يستهدف العراق فحسب، بل يستهدف المنطقة كلها، وبضمنها الانظمة القطرية التي تعتقد انها من خلال قيامها بتسوية هنا وتسوية هناك ومن خلال التزامها بمواقف ضعيفة فيها شيء من الوقوف مع العراق تستطيع ان تبعد نفسها عن الخطر"، واردف "انها واهمة من غير شك فبعد العراق لن تبقى اية قدرة على المقاومة وستهيمن اميركا على المنطقة وعلى ثرواتها وستتمكن اسرائيل من التوسع. وستنفذ خطة التهجير التي تأخر تنفيذها عشر سنين، وسيحقق شارون ما لم يحققه من قبل". وأشار الى ان الحلول والتسويات التي طرحت في مجال القضية الفلسطينية في مدريد واوسلو ووادي عربة قامت على الخداع والوهم، ولم توصل الى شيء، ولذلك لم يجد الشعب الفلسطيني امامه من طريق سوى خيار الانتفاضة والمقاومة الذي حقق نتائج اسهمت في زعزعة اركان الكيان الصهيوني وقواعده اكثر مما حققته الحروب والجيوش العربية". وأكد وقوف العراق الى جانب الانتفاضة الفلسطينية وقال ان بلاده دعمت الانتفاضة مادياً لتعين الفلسطيني على الحياة والبقاء وتمنحه الصمود والقدرة على مقاومة الاحتلال، و"هذا هو سلاح الارادة وهو في الحقيقة سلاح الدمار الشامل الذي تريد اميركا ان تنتزعه وليس السلاح الكيماوي او البيولوجي وهما لم يعودا موجودين لدى العراق". رسالة من صدام الى خاتمي في غضون ذلك تسلم الرئيس الايراني محمد خاتمي رسالة من الرئيس صدام حسين، يحملها اليه وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الذي بدأ في طهران أمس محادثات مع المسؤولين الايرانيين ونظيره كمال خرازي. وقال للصحافيين لدى وصوله الى مطار طهران حيث استقبله خرازي، ان "الرسالة تتعلق بتطور العلاقات الثنائية والظروف التي تمر بها المنطقة في ظل تصاعد العدوانية الاميركية ضد العراق والدول الأخرى". وعن امكان طلب بغداد مساعدة طهران في حال حصول الهجوم الاميركي على العراق قال صبري: "كل الدول الاسلامية والعربية اعلنت رفضها العدوان الأميركي وأنها تقف الى جانب العراق، لأن هذا العدوان والتهديد موجه ضد كل الدول والشعوب الاسلامية". واعتبر ان "الحركة الصهيونية تقف وراء هذه التهديدات". وسألت "الحياة" الوزير خرازي عن الاجراءات التي يمكن اتخاذها مع العراق للحؤول دون الهجوم الاميركي فقال: "المهم الآن هو الحؤول دون اندلاع هذه الحرب، لأن المنطقة لا تتحمل حرباً جديدة. وجزء من هذه المسؤولية يقع على عاتق العراق، ومنها القبول بعودة المفتشين الدوليين وهذا ما حصل، والجزء الثاني هو المتعلق بوقف التهديدات الاميركية واحالة الأمر على الأممالمتحدة". وسألت "الحياة وزير الخارجية العراقي هل يعتقد أن الهجوم الاميركي أصبح وشيكاً في ظل استعداد الكونغرس لاطلاق يد الرئيس جورج بوش فقال: "هذا السؤال ينبغي ان يوجه الى دعاة الشر في الولاياتالمتحدة". وعن كيفية تعاطي بغداد مع أي قرار جديد قد يصدره مجلس الأمن، قال صبري ان "الدول الدائمة العضوية في المجلس باستثناء الولاياتالمتحدة أعلنت أنها لن تقبل اصدار قرارات جديدة، ومنها روسيا التي أكدت على الحل السلمي ولا تتفق مع المواقف التي تعلنها لندنوواشنطن". وجاءت زيارة صبري عشية وصول وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح الى طهران اليوم، لكن خرازي أوضح ان تزامن الزيارتين لم يكن مقصوداً، كما أوضح صبري ان لا علاقة لزيارته لايران بزيارات المسؤولين الآخرين، علماً ان وزير خارجية البريطاني جاك سترو سيزور ايران ضمن جولة خليجية. صبري يجدد استعداد بغداد للتعاون مع المفتشين إلى ذلك أكد صبري موقف بلاده السماح للمفتشين الدوليين بدخول العراق والتأكد من خلوه من أسلحة الدمار الشامل، معرباً عن استعداد بلاده لتنفيذ قرارات مجلس الأمن وبذل الجهود لانجاز واجباتهم في اطار تلك القرارات. وقد جاء ذلك لدى استقباله النواب الديموقراطيين الاميركيين الثلاثة ديفيد بونيور ميشيغان ومايكل تومسون كاليفورنيا وجيمس ماكدورمت واشنطن الذين يزورون العراق في رحلة سلام. والتقى أ ف ب النواب الاميركيون الثلاثة أمس طارق عزيز ووزير التربية فهد سالم الشكرة، وتوجهوا الى مدينة البصرة 560 كلم جنوببغداد في زيارة تفقدية للمستشفيات والاطلاع على واقع حياة العراقيين في الجنوب قبل ان يختتموا زيارتهم بعد غد الاثنين. وذكر مصدر عراقي ان النواب الاميركيين "ابدوا استعدادهم لبذل الجهود من أجل تجنب الحرب وبناء السلام والامن". وكان النواب التقوا أول من أمس أيضاً وزير الصحة العراقي اوميد مدحت مبارك. "مسرحية فاشلة" ورفضت صحيفة "بابل" العراقية التي يديرها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي التصريحات الاميركية التي تشير الى وجود علاقة بين العراق وتنظيم "القاعدة"، معتبرة ان محاولات الادارة الاميركية الربط بين الجانبين "مسرحية جديدة فاشلة"، ووصفت المزاعم الأميركية بأنها "حجة غبية جداً"، موضحة ان "الادارة الاميركية ذاتها نفت ان تكون هناك اي علاقة لنا مع القاعدة". واضافت ان العراق "فكراً واهدافاً ومنهجاً لا يلتقي بأي شكل من الاشكال مع هذا التنظيم. والاميركيون انفسهم يعلمون ان تشكيلات القاعدة موجودة في عدد من الدول، منها عربية لها علاقات حميمة مع الادارة الاميركية ... والاحرى ان تكون هذه الدول هدفاً للعدوان الاميركي وليس العراق".