تسلم الرئيس الايراني محمد خاتمي رسالة من الرئيس العراقي صدام حسين حملها وزير خارجية العراق ناجي صبري. وتدعو الرسالة الى تطوير العلاقة بين البلدين، والى وقوف طهران الى جانب بغداد في وجه الهجوم العسكري الأميركي المحتمل. وتلقى خاتمى أمس أيضاً رسالة من أمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح حملها اليه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح الذي رحب بفكرة التعاون الأمني بين ايران ودول المنطقة استناداً الى الجوار والقضايا المشتركة الكثيرة بين الدول الاسلامية. ونفى المسؤول الكويتي عقد أي لقاء مع وزير الخارجية العراقي بعد التكهنات التي صدرت إثر تزامن وجود المسؤولين العراقيوالكويتي في ايران. وكانت الادارة الأميركية أحد أبرز المعنيين بمعاني الرسالة التي جسدها لقاء خاتمي وصبري ومن أبرز دلالاتها ان موقف طهران ما زال مفتوحاً على كل الاحتمالات في شأن الهجوم الأميركي المتوقع، وانه ليس محسوماً الى جانب الادارة الأميركية على عكس ما كان عليه الوضع في الحرب الأميركية في افغانستان. إلا أن استقبال طهران لوزير الدفاع الكويتي كان بدوره خطوة محسوبة بدقة قد تفهمها واشنطن على أنها تعكس رغبة ايرانية في لعب دور أساسي في الترتيبات الأمنية الاقليمية، استناداً الى سياسة ايرانية تؤكد ان الأمن في المنطقة كل لا يتجزأ وينبغي أن يكون للجميع. وكان هذا الأمر واضحاً في حديث وزير الدفاع الايراني الادميرال علي شمخاني خلال استقباله نظيره الكويتي اذ أكد ان أي شكل من انعدام الأمن في المنطقة سيؤدي الى الاضرار بدولها كافة بما فيها ايران. وتشدد ايران على التعاون الاقليمي وهو ما لاقى ترحيباً كويتياً عبّر عنه وزير الدفاع الكويتي عندما ركز على ضرورة التعاون بين الدول الجارة والمسلمة. وكرر موقف بلاده الرافض لأي عمل عسكري أحادي الجانب ضد العراق، مشيراً الى أن أي تعاون كويتي مرتبط بقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة. وأعلن وزير الخارجية الايراني كمال خرازي خلال لقائه نظيره العراقي أن بلاده تعمل من أجل الحد من فرص اندلاع أي حرب في المنطقة لأن أي حرب فيها ستعرضها للخطر. وبحث الجانبان في المشاكل المتبقية منذ زمن الحرب العراقية - الايرانية 1980 - 1988. وشدد خرازي على ضرورة حل هذه المشاكل على وجه السرعة وخصوصاً ما يتعلق منها بالقضايا الانسانية، اضافة الى ازالة العقبات أمام زوار العتبات الشيعية. وقال صبري انه يأمل في أن تؤدي المحادثات الى "ازالة سوء الفهم بين البلدين والى وضع حد لحالة اللاحرب واللاسلم القائمة حالياً".