شهدت مدينة الغردقة، الواقعة على البحر الأحمر، تدفقاً غزيراً من الوفود الأجنبية ممن قدموا لقضاء رأس السنة الميلادي وقبلها أعياد الميلاد المجيدة، في تطور يبدد المخاوف التي أعرب عنها البعض من النتائج السالبة التي يمكن أن يتركها احتمال توجيه الولاياتالمتحدة ضربة إلى العراق على السياحة المصرية. وتأتي الغردقة في المرتبة الاولى، بين أكثر المدن المصرية استقبالاً للسياح من مختلف الجنسيات، لاعتبارات كثيرة أهمها أن شواطئها تمتد بطول 130 كيلومتراً على ساحل البحر الأحمر، وتتميز بكل مقومات السياحة الاستراتيجية والتكنولوجية. وهي تضم 45 قرية سياحية و35 فندقاً سياحياً و58 فندقاً شعبياً وثمانية مراكز غطس، اضافة الى أماكن ايواء معدة على شاطئ البحر، لممارسة النشاطات الرياضية والسياحية. وتشير الاستطلاعات إلى زيادة مطردة في عدد السياح الوافدين إلى المدينة تصل الى 15 في المئة مقارنة بالعام الماضي، واستقبلت أخيراً خلال فترة الأعياد نحو 30 ألف سائح في مقدمهم أميركيون وإيطاليون وبريطانيون ويوغوسلاف وسويديون ويونان وروس والمان وعرب. وتمثل قرى مجاويش وعلاء الدين وموفنبيك والجونة أشهر القرى السياحية في الغردقة، بينما أقدمهم على الاطلاق قرية الياسمين. ويرجع تاريخ الغردقة الى عصور قديمة، إذ كانت عبارة عن أرض صحراوية مزروعة بأشجار التين والصبار والتين الشوكي وزراعات أخرى بعلية لا تحتاج إلى ريها بالمياه، وراوحت ملكية الارض بين وضع اليد وبين أرض تابعة للأوقاف أو مملوكة للدولة. وبدأ الاهتمام بها منذ حقبة الثمانينات وهي تعتبر من البقاع الفاتنة لخصوصية شواطئها ودهاليزها وشوارعها ذات الطابع المميز، فضلاً عن المياه الساحرة وزرقتها ونعومة رمالها وصفاء الشمس والجو غير المتوافر في أي من المدن العالمية الاخرى، وهذا ما يجذب السياح اليها. وتبلغ الذروة في ليلة رأس السنة التي تعد من أشهر الليالي السياحية فيها. إذ تظهر الغردقة في أبهى صورها في هذه الليلة، وتتزين المحلات والبازارات بالمصابيح والبضائع على اعتبار أن السائح يمكث فيها قرابة عشرة أيام بعد انتهاء احتفالات رأس السنة. وتتميز الخدمة في القرى السياحية فيها بتأمين كل ما هو متاح لإمتاع الزبون. وتشتهر الحفلات الغنائية والراقصة بالتنوع بين الاجنبي والمصري والعربي والنوبي والهندي والروسي، فضلاً عن البوفيهات المفتوحة التي تحتوي على جميع اصناف اللحوم والاسماك والحلويات والمشروبات بأصنافها والفاكهة، وتمتد أجواء الترفيه الى الشواطئ المكشوفة التي تنظم فيها أنشطة لاستضافة السياح في أي وقت والسماح لهم بقضاء أسعد الأوقات. واللافت للنظر تلاقي المسؤولين ورجال الاعمال المصريين والأجانب على حد سواء للاحتفال بليلة رأس السنة في الغردقة الى جانب ابرام عدد من الصفقات التجارية. وتتيح هذه الميزات مجتمعة لمدينة الغردقة احتلال مكانة مهمة في جذب السياح من مختلف الجنسيات، وهي إحدى أبرز قلاع السياحة ومصدر بارز للدخل بالعملات الصعبة.