أصابت حالة الانفلات الأمني المنتشرة في مصر حاليًا قطاع السياحة بأضرار كبيرة، حيث ألغى معظم الوكلاء الأجانب الحجوزات السياحية للاحتفال بأعياد الميلاد والتي تم التعاقد عليها مسبقًا. كشف إلهامي الزيات رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية عن إلغاء جميع الوكلاء الأجانب الحجوزات التي سبق أن تعاقدت عليها الشركات والفنادق المصرية للاحتفال بأعياد الميلاد «كريسماس»مؤكدًا أنه يمكن تحديد إجمالي الخسائر إلى أكثر من سبعة مليارات جنيه مصري كانت تدخل السوق المصري في احتفالات رأس السنة فقط.وأضاف رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية ل»المدينة» أن وكلاء من مختلف الجنسيات ألغوا الحجوزات بسبب المخاوف التي أصابت السياحة الأوروبية من الاضطرابات السياسية في مصر،مشيرًا إلى أنه رغم نجاح الانتخابات في المرحلتين الأولى والثانية، مما يعطى انطباعًا بأن مصر تتوجه نحو الاستقرار، فإن الصورة التي تناقلتها وسائل الإعلام العالمية للأحداث التي يشهدها الشارع زادت من مخاوف السياح، لافتًا إلى أن مخاوف السياح من صعود التيار السلفي وما يطرحه من برامج للتعامل مع صناعة السياحة لم تكن سببًا في إلغاء الحجوزات، لكن الغياب الأمني وأحداث الشغب هما السبب الرئيسي.يذكر أن تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد فيه أن عدد السائحين الأجانب إلى مصر تراجع خلال الربع الأخير من العام الحالي بنحو 24% ليصل إلى 2.8 مليون سائح مقابل 3.6 ملايين سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي، مرجعًا هذا الانخفاض إلى التأثر بالتطورات وأحداث العنف التي تشهدها مصر، وقال التقرير: إن السائحين القادمين من أوروبا الغربية كانوا أكثر تأثرًا بالأحداث الأخيرة في مصر،حيث انخفض عدد السائحين القادمين منها خلال الثلاثة أشهر الأخيرة بنسبة 64%.وقال الهامي: إن معدل استيراد الهدايا الخاصة برأس السنة تراجع بمعدل 60% مقارنة بالعام الماضي، مبررًا هذا التراجع بالوضع الذي تمر به البلاد حاليًا، وأضاف: إنه رغم اقتراب دخول أعياد رأس السنة الميلادية التي تشهد حالة من الرواج في الأسواق خاصة في المناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقه نتيجة زيارات الأجانب المكثفة وضخ المزيد من العملات في قطاعات البنوك المختلفة العامة والخاصة،إلا أن العام الجاري لن يكون ضخ المزيد من العملات بعد فقدان الثقة من الأجانب في الحالة الأمنية التي تمر بها البلاد حاليًا، والتخوف من استمرار تفاقم الأوضاع السياسية، مشيرًا إلى أن دخول الأجانب سنويًا لمصر كان من خلال شركات السياحة لقضاء هذه الأعياد داخل المدن المصرية نظرًا لما تتمتع به من مزايا خاصة الأحوال الجوية إلا أنها انعدمت تمامًا منذ أحداث ثورة 25 يناير، وتوجه الأجانب إلى انقضاء احتفالات رأس السنة إلى دول أكثر أمنًا، محذرًا من استمرار تفاقم الأوضاع، حيث إن الجانب السياحي هو الداعم الرئيسي للعملات الأجنبية في مصر، إضافة إلى أن تراجع التصنيف الائتماني في مصر يمثل مؤشرًا خطرًا على سمعة مصر، خاصة بعد أن تراجعت التصنيفات الائتمانية الحكومية وهو ما يؤدى إلى انهيار الحالة الاقتصادية.