القدس المحتلة - رويترز، اف ب - أظهرت استطلاعات الرأي امس ان فضيحة الفساد وشراء الاصوات التي لاحقت حزب "ليكود" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، قلصت من شعبيته بعد ان كانت وصلت الى مستويات عالية، وذلك قبل اقل من شهر من اجراء الانتخابات الاسرائيلية في 28 كانون الثاني يناير الجاري. لكن الارقام ما زالت تشير الى ان الحزب اليميني يتجه الى الفوز في الانتخابات وان اهتزت قبضته على التحالف الحاكم الذي يأمل شارون في تشكيله. وفي محاولة لاحتواء الاضرار التي لحقت ب"ليكود" من مزاعم تزوير في انتخابات الحزب التي جرت الشهر الماضي، اقال شارون الثلثاء نائبة وزير البنى التحتية نعومي بلومنتال التي رفضت الرد على اسئلة الشرطة في اطار تحقيق واسع النطاق. ورغم هذه المحاولة، استمرت نسب تأييد "ليكود" في استطلاعات الرأي في التراجع. واظهر استطلاع اجرته صحيفة "هآرتس" اليسارية ان "ليكود" الذي يرأس الحكومة اليمينية الحالية، سيحصل على 31 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120 مقعدا، في تراجع عن تقديرات اسبوع مضى توقعت فوزه بما يصل الى 35 مقعدا، وعن تقديرات قبل ثلاثة اسابيع توقعت حصوله على 41 مقعدا. واظهر استطلاع اخر نشر في صحيفة "معاريف" ان "ليكود" سيشغل 34 مقعدا، وهو ما يقل بمقعد واحد عن نتائج استطلاع سابق. وقبل تفجر فضيحة شراء اصوات الناخبين في الانتخابات الداخلية للحزب، تعززت شعبية "ليكود" مع تحول المجتمع الاسرائيلي الى اليمين في مواجهة الانتفاضة، وتعبيرا عن التأييد لسياسة شارون الامنية المتشددة. ومنذ ذلك الحين، سحب عدد كبير من الناخبين تأييدهم ل"ليكود" بعد مزاعم عن قيام ناشطين في الحزب بشراء اصوات اعضاء اللجنة المركزية ل"ليكود"، وعددهم 2940 عضوا، اما بالاموال او الخدمات في الانتخابات الداخلية لاختيار قائمة المرشحين التي سيخوض بها الحزب الانتخابات. وكان وزير الخارجية بنيامين نتانياهو ينافس شارون في هذه الانتخابات، وتصدر قائمة تنافس قائمة رئيس الوزراء. وكتب يوسي فيرتر معلق "هآرتس" السياسي معلقا على نتائج استطلاعات الرأي: "ليكود جريح ينزف ... به رضوض وكدمات. خلال فترة قصيرة نسبيا فقد الحزب ربع المقاعد التي كان مرشحا للفوز بها ... لم يعد ليكود وشارون محصنين، ظهرت تشققات خطيرة". وجعل شارون من حملته ضد الانتفاضة حجر زاوية في برنامجه الانتخابي. لكن بعد ان تحول اهتمام الرأي العام الى فضيحة الرشوى، حاول شارون تحجيم عواقب الفضيحة السياسية وتعهد بطرد اعضاء "ليكود" الذين ارتكبوا مخالفات. وكان النصر الساحق المنتظر قبل تفجر الفضيحة سيمكن شارون من تشكيل ائتلاف مستقر يسيطر عليه الليكود لكن فوزا محدودا سيضطره للاعتماد على احزاب دينية واخرى قومية متشددة تدافع عن مصالها السياسية الخاصة. "العمل" وحقق حزب "العمل" المعارض، وهو حزب يسار وسط، وزعيمه عمرام متسناع مكاسب من فضيحة "ليكود" في مراحلها الاولى، لكن لم يحدث اي تقدم بعد ذلك. وتوقع استطلاع "هآرتس" فوز "العمل" بما يصل الى 22 مقعدا، وهو ما يقل عن عدد المقاعد التي يسيطر عليها في الكنيست الحالية، وعددها 25، لكن ذلك شكل تحسنا ملحوظا عن تقديرات سابقة توقعت حصوله على 19 مقعدا فقط. وتوقع استطلاع "معاريف" حصول "العمل" على 21 مقعدا. اما حزب "شينوي" العلماني الذي سجل تقدما كبيرا خلال الاسابيع الماضية، فقد تراجعت نتائجه في الاستطلاع الجديد الى 14 في مقابل 15 الاسبوع الماضي. واحرز حزب "شاس" الديني المتطرف 11 مقعدا في مقابل 8 مقاعد الاسبوع الماضي، فيما حققت احزاب اليمين بمجملها في هذا الاستطلاع 67 مقعدا.