قال الرئيس السابق للجنة "اونسكوم" ريتشارد بتلر إن واشنطن ترّوج ل"معايير مزدوجة مفجعة" في ما يتعلق بعمل عسكري منفرد لتجريد العراق من أسلحة دمار شامل. في الوقت ذاته واصل مفتشو الأسلحة الدوليون أمس عملياتهم في العراق، غداة تقديم هانس بليكس، رئيس لجنة "انموفيك"، تقريراً إلى مجلس الأمن عن حصيلة عملهم لشهرين، انتقد فيه بغداد. اعتبر ريتشارد بتلر ان الرئيس صدام حسين يحاول "التحايل" على قرارات الأممالمتحدة، لكنه لفت الى ان هجوماً اميركياً على العراق من دون مساندة الأممالمتحدة، أو من دون محاولة للحد من امتلاك اسلحة الدمار الشامل عموماً يشكل "انتهاكاً للقانون الدولي ويعمق الخلاف بين العرب والغرب". وأضاف: "ان تصرف الولاياتالمتحدة من دون سلطة من مجلس الأمن لغزو بلد في قلب المنطقة العربية، واستعدادها اذا لزم الامر لاستخدام اسلحتها للدمار الشامل، خرق شديد لأي فكرة عن العدالة في هذا العالم، ما يفتح الباب امام قوى سنندم بشدة على اطلاقها من عقالها". وتابع بتلر، في كلمة أمام "معهد سيدني"، ان الدافع الأميركي المعلن لتخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل "يفتقد الصدقية" بسبب فشل واشنطن في التعامل مع دول اخرى في شأن القضية ذاتها. وأضاف ان "دولاً مثل سورية يُعتقد انها تمتلك قدرات الحرب الكيماوية والبيولوجية، كما ان اسرائيل وباكستان والهند، وكلها دول حليفة للولايات المتحدة، لديها ترسانات نووية لم توقع معاهدة حظر الانتشار النووي". ومعروف أن بتلر كان متشدداً مع بغداد، وأثار أزمات عدة. وأشار في كلمته إلى أن الولاياتالمتحدة نفسها وغيرها من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن "تمتلك اكبر مخزونات من الأسلحة النووية"، وتساءل: "لماذا يسمحون باستمرار هذه المعايير المزدوجة المفجعة؟ بدلاً من قرع طبول الحرب لا بد للولايات المتحدة التي عليها ان تكون القدوة، من ان تقترح تشكيل جهاز دولي مماثل لمجلس الأمن لفرض تطبيق المعاهدات الرئيسية التي تحكم انتشار الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية". إلى ذلك، أعلن المركز الصحافي التابع لوزارة الاعلام العراقية ان خبراء لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش انموفيك والوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأوا صباح أمس تفتيش سبعة مواقع في بغداد وباقي المحافظاتالعراقية، بينها جامعتان في بغداد وبابل على بعد 100 كيلومتر جنوب العاصمة العراقية. كما زار المفتشون مجمع التاجي شمال بغداد، أحد المواقع التي تفقدوها مرات منذ استئناف عملياتهم في العراق في 27 تشرين الثاني نوفمبر الماضي. وزار فريق آخر مصانع الاخيضر العسكرية جنوبالعراق، حيث اكتشف المفتشون في 16 الشهر الجاري "رؤوساً كيماوية فارغة" لم يعلن العراق عنها.