قتل حوالى عشرة اشخاص في مواجهات طائفية اندلعت في اغبوفيل 80 كلم شمال ابيدجان، بحسب حصيلة اولية اوردها مصدر طبي. وأضاف المصدر ان "الوضع استمر شديد التوتر" في اغبوفيل منذ اندلاع المواجهات مساء اول من امس. وقال طبيب في مستشفى اغبوفيل انه استقبل "الكثير من الجرحى المصابين بالرصاص وبالسلاح الابيض". وجاءت المواجهات بين عرقيتي "آبي" المسيحية و"ديولا" المسلمة، لتعزز المخاوف من انزلاق البلاد الى حرب اهلية طاحنة، في ظل معارضة مسيحية شديدة لاتفاق تقاسم الذي ابرمه الرئيس لوران غباغبو مع المتمردين في باريس الاسبوع الماضي. في غضون ذلك، تدفق آلاف المتظاهرين الى وسط أبيدجان لليوم الرابع على التوالي امس، تعبيراً عن احتجاجهم على اتفاق السلام الذي رعته فرنسا لإنهاء اربعة اشهر من القتال. واحتشد حوالى 6 آلاف متظاهر امام السفارة الاميركية، ملوحين باعلام الولاياتالمتحدة، مطالبين بتدخل واشنطن لوقف تنفيذ اتفاق السلام. وكان المتظاهرون صبوا جام غضبهم على فرنسا وقالوا انها ضغطت على غباغبو لتوقيع الاتفاق. ورفع المتظاهرون يافطات كتب عليها: "اهلاً بأميركا في ساحل العاج ووداعاً فرنسا" و"فرنسا وشيراك يريدان قتلنا". وتعتبر هذه التظاهرة التي كانت سلمية الى درجة كبيرة، تحدياً لغباغبو الذي طلب وضع حد للتظاهرات واعمال الشغب. وفي الوقت نفسه، قامت القوات الفرنسية امس بإجلاء نحو 250 فرنسياً وأجنبياً من مناطق ساحلية بعيدة، ورافقتهم الى ابيدجان، خشية تعرضهم لهجمات محتملة. وقال الناطق باسم الجيش الفرنسي في ابيدجان الكولونيل آنج - انطوان ليسيا ان الفرنسيين لا يخططون للخروج من ساحل العاج في الوقت الراهن، مؤكداً "لا اجلاء حالياً". وأرسلت السفارة الاميركية التي اغلقت ابوابها احترازياً امس، رسالة بالبريد الالكتروني الى مواطنيها تطلب منهم توضيب امتعتهم في حال اصبح اجلاؤهم ضرورياً. وكانت اعمال العنف طاولت المهاجرين والعاجيين المعارضين للحكومة على حد سواء. وخلال ليل اول من امس، اعتدى رجال باللباس العسكري على حي للمهاجرين في ابيدجان، فأحرقوا نحو 50 منزلاً، بحسب ما افادت مصادر عمال الاغاثة.