أبيدجان، لندن – أ ف ب - طالب لوران غباغبو، أحد الرئيسين المعلنين في ساحل العاج، أمس برحيل قوات الأممالمتحدة في بلاده وكذلك القوة الفرنسية (ليكورن)، في حين أمره المجتمع الدولي بالتخلّي عن السلطة في أسرع وقت لخصمه الحسن وترة. وتزامن هذا التصعيد في المواقف مع ازدياد خشية أبناء ساحل العاج والخارج من عودة شبح الحرب الأهلية التي وقعت بين العامين 2002 و2003، والتي أدت إلى إرسال قوات التدخل الدولية. وتلت جاكلين لوهويس أوبل الناطق باسم الحكومة بياناً لحكومة غباغبو عبر تلفزيون الدولة «آر تي آي»، جاء فيه إن «رئيس جمهورية ساحل العاج طالب للتو بالرحيل الفوري لقوات الأممالمتحدة والقوات الفرنسية التي تدعمها عن أراضي ساحل العاج... ان ذلك يعني أن حكومة ساحل العاج باتت تعارض التجديد لهذه البعثة التي ينتهي تفويضها الاثنين (غداً)». وإستناداً الى البيان فان «حكومة ساحل العاج تعتبر أن بعثة الأممالمتحدة أخفقت بشدة في مهمتها بالقيام بأعمال لا تتفق مع تفويضها»، واتهمها بدعم القوات المتمردة السابقة المتحالفة مع الحسن وترة منافس غباغبو. ويشارك في مهمة الأممالمتحدة حوالى 10 آلاف جندي، وفي قوة «ليكورن» الفرنسية حوالى 900 جندي. و توعّد شارل بلي غودي وزير الشباب والرياضة زعيم «الشبيبة الوطنية» الموالية لغباغبو، ببدء المواجهة الحقيقية مع وترة، معلناً أن «الاستراحة قد انتهت. سندافع عن كرامة بلدنا وسيادته حتى آخر قطرة من عرقنا.» وطلب غودي، الذي كان محرك التظاهرات العنيفة ضد الفرنسيين عامي 2003 و2004 بعد اندلاع الأزمة الناجمة عن الانقلاب الفاشل في 2002 ويخضع غودي لعقوبات الأممالمتحدة، من العاجيين «الاستعداد لخوض هذه المعركة، وسنحرر بلادنا بالكامل. انها معركة ضد المجتمع الدولي من أجل سيادة ساحل العاج». وكدليل آخر على تصعيد التوتر، تعرض مقر بعثة الأممالمتحدة لإطلاق نار من «مسلحين يرتدون زياً عسكرياً» ليل الجمعة - السبت في أبيدجان، على ما اعلنت البعثة الدولية. وفي معسكر وترة، من غير الوارد تخفيف الضغوط على رغم فشل محاولة القيام بمسيرة إلى التلفزيون الرسمي ومقر الحكومة اللذين يسيطر عليهما فريق غباغبو، الذي قمعت قواته المسيرة بالقوة الخميس الماضي، وبلغت الحصيلة ما بين 11 و30 قتيلاً من المتظاهرين، كما ذكرت مصادر مختلفة. واذا كان أنصار وترة لازموا منازلهم في الساعات الماضية، فان التحالف الذي يؤيده دعاهم مع ذلك الى البقاء في «حالة استنفار». وفي لندن، تظاهر 600 شخص من أنصار غباغبو أمس احتجاجاً على «تدخل» فرنسا والامم المتحدة في شؤون ساحل العاج.