باريس، ابوجا، ابيدجان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - ناقشت المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) في قمة في ابوجا (نيجيريا) امس، حل الازمة السياسية الحادة في ساحل العاج المنقسمة بين رئيسين اعلن كل منهما فوزه بالانتخابات، هما المنتهية ولايته لوران غباغبو ومنافسه المعارض الحسن وترة. وناقش زعماء الدول ال15 ومن بينها بوركينا فاسو وغانا وليبيريا والسنغال الازمة، وأعلنوا تأييدهم لوترة. ولم يحضر الاجتماع أي ممثل عن ساحل العاج. كما ناقش الزعماء سبل تحقيق تقدم في عملية الحل واضطلعوا على نتائج محادثات رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي في ابيدجان مطلع الاسبوع، وأخذوا علماً بفشله في انهاء المأزق. وقررت «ايكواس» تكليف رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري بإطلاق وساطة جديدة. وقال مصدر في ابوجا ان كومباوري «كان مشاركاً في العملية منذ بعض الوقت، ويتوقع ان يرأس تفويض ايكواس لاعادة السلام والاستقرار» الى ساحل العاج. ولعب كومباوري دوراً في التوسط في اتفاق تقاسم السلطة عام 2007 بين غباغبو والمتمردين الذين ما زالوا يسيطرون على الشمال. ويخشى جيران ساحل العاج من احتمال ان تؤدي القلاقل الى اغلاق طرق التجارة واثارة ازمة لاجئين في منطقة ما زالت تحاول الوقوف على قدميها بعد ثلاثة حروب اهلية في السنوات العشرين الماضية. ورفضت الاممالمتحدة والولايات المتحدةوفرنسا المستعمرة السابقة لساحل العاج والاتحاد الاوروبي والاتحاد الافريقي و «ايكواس» اعلان غباغبو الفوز، ولكنه يسيطر على الجيش والاعلام الرسمي. حكومتان في أبيدجان وفي مؤشر الى عدم دنو الازمة من نهايتها، حصلت البلاد التي بات لها رئيسان ورئيسا وزراء، على حكومتين، مع اعلان تشكيلة الفريق الحكومي لغباغبو، الذي يقوده الجامعي والمحلل الاقتصادي جيلبير ماري نغبو اكي. يأتي ذلك غداة قيام رئيس الوزراء المكلف من وترة غيوم سورو (زعيم حركة التمرد السابقة التي تسيطر على الشمال) بجمع حكومته في فندق ابيدجان الكبير حيث اقامت حكومة وترة مقرها بحماية بعثة الاممالمتحدة وعناصر من ميليشيا «القوى الجديدة» التي يقودها سورو. وضاعف سورو الذي يتولى وزارة الدفاع كذلك التصعيد ولم يستبعد مواجهة غباغبو. وقال: «ان اجبرنا على ذلك، فليس لدينا خيار آخر». أوباما الى ذلك، حذر الرئيس باراك اوباما غباغبو رسمياً من «عزلة متزايدة» وقال انه سيتحمل «نتائج اعماله الجائرة» في حال تمسك بالسلطة. وأعرب رئيس «البنك الافريقي للتنمية» دونالد كابيروكا ان حل الازمة في البلاد امر «عاجل» متطرقاً الى عقوبات «تشغيلية» محتملة ان غابت ظروف «فعالية» تدخلات المصرف في ساحل العاج. ورفض كابيروكا اتخاذ موقف مع اي من غباغبو ووترة محذراً من ان مؤسسته يمكنها اقرار «عقوبات تقنية» في حال غياب «ظروف فعالية» المساعدات. وعلى غرار المجتمع الدولي، أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن «قلقه الشديد»، الى درجة ان المنظمة قررت تقليص عديدها في البلاد حيث بدأ انسحاب الموظفين غير الرئيسيين، كما قال مصدر في الاممالمتحدة في ابيدجان. وأعلنت الاممالمتحدة انها ستتخذ هذا الاجراء بسبب التوتر المتزايد نظراً الى التنافس بين الرئيسين المعلنين. ويشمل هذا التدبير 460 شخصاً، علماً ان بعثة الاممالمتحدة تضم اكثر من عشرة آلاف جندي وشرطي وموظف مدني. دعم فرنسي للوساطة الأفريقية ودعت باريس أمس، الى «عملية انتقال منظمة وهادئة تحترم رغبة الشعب في ساحل العاج». وعبرت عن دعمها لكل المبادرات المطروحة، تحقيقاً لهذا الهدف. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان الشعب العاجي عبّر عن رأيه في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وإن الأممالمتحدة أكدت فوز وترة، غير القابل للجدل. وأكد ان فرنسا «صديقة كل العاجيين، ولم تدعم أي مرشح وتتمنى عملية انتقال هادئة وكريمة»، كما تشجع كل المبادرات الأفريقية القائمة ومنظمة الوحدة الأفريقية التي تناولت هذا الملف. وشدد فاليرو على أهمية تسهيل الانتقال المنظم للسلطة وفقاً للإرادة الشعبية، مشيراً الى ان فرنسا تعلق أهمية كبيرة على نقاشات وقرارات المنظمات الأفريقية.