نزل عشرات الالاف من المحتجين الى شوارع العاصمة ابيدجان في تحد لحظر تجول للاحتجاج على اتفاق سلام ينتظر التصديق عليه في باريس خلال ساعات. وردد المحتجون هتافات مناهضة لفرنسا الوسيط في اتفاق السلام الذي يهدف إلى وضع نهاية لحرب اهلية مستمرة منذ اربعة اشهر. واضطر الجنود الفرنسيون في قاعدتهم الرئيسية في ابيدجان لاستخدام القنابل المسيلة للدموع لتفرقة المحتجين على اتفاق مشاركة السلطة الذي قالوا ان الرئيس لوران جباجبو وقعه تحت ضغط من فرنسا. واضرم المحتجون النيران في مدرسة فرنسية وقالوا انهم يبحثون عن اجانب. لكن الشرارات الاولى لاعمال العنف بدا انها هدأت مع بدء مسيرة احتجاج اضخم فيما تدفق المحتجون نحو وسط المدينة. وقال وزير خارجية فرنسا أمس في تصريحات للصحفيين دومينك دوفيلبان ان المحتجين هم متطرفون موالون للنظام الحاكم في أبيدجان. وأكد الوزير الفرنسي ميل فرنسا للموافقة على طلب المعارضة الحصول على حقيبتي الداخلية والدفاع في حكومة جديدة يعتزم رئيس ساحل العاج تشكيلها بعد لقاءات باريس الراهنة. وأصدر الرئيس لوران جباجبو بياناً من باريس ناشد فيه المتظاهرين الحفاظ على الهدوء لحين عودته. وقال الجيش في أبيدجان انه يحاول تهدئة الاوضاع وقال مساعد للرئيس جباجبو في باريس ان الرئيس اتصل بوزير الدفاع في ابيدجان (واعطى تعليمات بالا تخرج الامور عن السيطرة). وكان الرئيس جباجبو قد قبل يوم السبت اتفاق سلام توصلت اليه الفصائل المتصارعة في البلاد يدعو الى تشكيل حكومة ائتلافية واقتسام السلطة وعين سيدو ديارا الذي ترجع اصوله الى الشمال المسلم المتمرد رئيسا جديدا للوزراء ليرأس (حكومة مصالحة وطنية). وزاد من حدة الاحتجاجات اشاعة المتمردين ان وزارتي الدفاع والداخلية عرضتا عليهم. وساحل العاج اكبر منتج للكاكاو في العالم منخرطة في ازمة منذ محاولة انقلاب في 19 سبتمبر الماضي. وبعثت فرنسا قوة قوامها 2500 جندي لحماية الالاف من مواطنيها المقيمين في ساحل العاج والحيلولة دون انتشار الازمة التي تهدد بدخول غرب افريقيا غير المستقر بالفعل في مزيد من الاضطرابات. واطلقت قوات الامن النيران لتفرقة محتجين حاولوا الوصول الى مبنى التلفزيون ومقر اقامة السفير الفرنسي. وإجتمع زعماء دول غرب افريقيا في باريس أمس للتصديق على اتفاق السلام الذي يدعو الى تشكيل سريع لحكومة جديدة ونزع سلاح المقاتلين واتخاذ تدابير لتخفيف حدة التوترات العرقية.