الرباط، باريس -"الحياة"قررت واشنطن ارسال قوات اميركية الى ساحل العاج من اجل تأمين سلامة المواطنين الاميركيين المحاصرين في مناطق القتال شمالاً، مؤكدة انها "ليست عملية اخلاء" بل مجرد عملية حماية. وجاء ذلك في وقت اعلنت مراكش انها تستضيف غداً الخميس، قمة افريقية لدرس الوضع المتأزم في ساحل العاج. وعبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك خلال مؤتمر صحافي عقده في كوبنهاغن في ختام القمة الآسيوية -الأوروبية، عن قلقه من المواجهات المستمرة بين القوات الحكومية والمتمردين، فيما اعلن الجيش امس ان قواته دخلت مدينة بواكيه شمال ثاني اكبر مدن البلاد، الا ان السكان المحليين اكدوا ان المتمردين ما زالوا يسيطرون على جزء كبير من المدينة التي شهدت تبادلاً كثيفاً لاطلاق النار. ذكرت مصادر عسكرية اميركية ان القيادة الاوروبية للقوات الاميركية قررت ارسال قوات الى ساحل العاج من اجل ضمان سلامة المواطنين الاميركيين في هذا البلد، بعد محاولة الانقلاب التي وقعت فيه. واوضح الناطق باسم البحرية الاميركية اللفتنانت كومندان دون سيويل ان الامر لا يتعلق بعملية اخلاء بل بعملية حماية. وقال الناطق ان "القيادة الاوروبية للقوات الاميركية قررت ارسال جنود بناء على طلب من السفير الاميركي في ساحل العاج". الا انه لم يعط ايضاحات في شأن طبيعة القوات الاميركية وعددها. واضاف ان "الهدف هو التوجه الى هناك والمساعدة في نقل المواطنين الاميركيين الموجودين في الاكاديمية الدولية المسيحية في بواكيه في اتجاه مكان آمن داخل ساحل العاج. وليست المسالة عملية اخلاء". واشار الناطق الاميركي الى ان اي جندي اميركي لم يصل بعد الى المكان، موضحاً ان العملية "جارية الا انهم لم يصلوا بعد". قمة مراكش واعلنت مراكش انها تستضيف غداً الخميس، مؤتمراً أفريقياً حول الوضع في ساحل العاج، يشارك فيه الى جانب الرئيس العاجي لوران غباغبو زعماء الغابونوالسنغال وتوغو وبوركينا فاسو والكونغو ومالي، اضافة الى مندوبين من الاتحاد الأفريقي وفرنسا وأطراف أخرى معنية بالأزمة. وقالت مصادر رسمية في الرباط ان الدعوة للمؤتمر جاءت بمبادرة من المغرب الذي يرتبط بعلاقات ودية مع ساحل العاج. وتأتي قمة مراكش للبحث في تسوية سلمية للأزمة، ويؤمل في ان تساهم الرعاية الفرنسية في المضي قدماً بالمفاوضات والوصول الى حل. وهذه المرة الثالثة التي يتدخل المغرب وسيطاً في نزاع أفريقي بعد وساطته الناجحة في ازالة التوتر الذي اندلع بين رؤساء ليبيريا تشارلز تايلور وغينيا لانسانا كونتي وسيراليون احمد تيجان كباح. وكان الملك محمد السادس رعى اتفاقاً بين السنغال وموريتانيا في أيار مايو 2000 حول التحكم في موارد نهر السنغال واقتسام منابعه. شيراك الى ذلك، عبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك أمس عن قلقه حيال المواجهات المستمرة في ساحل العاج بين القوات الحكومية والمتمردين. ودعا الى "احلال التفاوض والاعتدال" لتهدئة الوضع في البلاد. وقال شيراك خلال مؤتمر صحافي عقده في كوبنهاغن في ختام القمة الآسيوية -الأوروبية الرابعة التي استضافتها الدانمارك، ان الجو المسيطر الآن على أبيدجان هادئ، ولكن النظام العام لا يزال مضطرباً في بواكيه ولورهوو. وأكد ان فرنسا لبت طلبات الحكومة العاجية، خصوصاً في ما يتعلق بضمان أمن الفرنسيين والأجانب الآخرين الموجودين في البلاد، وانها تدعم الجهود الديبلوماسية التي يبذلها رؤوساء دول المنطقة من أجل حل الأزمة وبدء العمل مع الرئيس العاجي على تسوية بواسطة الوسيلة الوحيدة الملائمة وهي التفاوض والاعتدال. وكانت مجموعة قوامها مئة جندي فرنسي وصلت الاثنين الماضي، الى العاصمة العاجية ياموسوكرو، بهدف ضمان أمن حوالى ألف شخص من الفرنسيين والأجانب. وعلم ان قوات اضافية انتقلت صباح أمس من ابيدجان الى ياموسوكرو، للمساعدة على اجلاء الفرنسيين والأجانب المحتجزين في بواكي منذ ستة أيام. الى ذلك، قال الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو ان وزير الخارجية دومينيك دوفيلبان سيتوجه غداً الخميس الى مراكش لحضور القمة الأفريقية المصغرة حول الوضع في ساحل العاج. وأشار فاليو الى ان دوفيلبان دعي للمشاركة في القمة المرتقبة وقرر تلبية الدعوة. وأكد ان فرنسا قلقة من جراء الوضع في ساحل العاج وتشجع الحكومة العاجية على ذلك كافة الجهود لاعادة النظام والهدوء الى البلاد بأسرع وقت. التطورات الميدانية واعلن الجيش في ساحل العاج امس ان قواته دخلت مدينة بواكيه، الا ان سكان المدينة يقولون ان القوات المتمردة ما زالت تسيطر على جزء منها على الاقل. واستعدت القوات الفرنسية لانقاذ مئات الغربيين المحاصرين في المدينة ومن بينهم عشرات من الاطفال الاميركيين. وقال ناطق عسكري لراديو ساحل العاج: "قواتنا دخلت بواكي منذ الامس". وذكر سكان المدينة ان ليل اول من امس، شهد تبادلاً كثيفاً لاطلاق النار بالأسلحة الصغيرة والقذائف المضادة للدبابات في بعض اجزاء المدينة التي يقطنها نصف مليون نسمة. وتوقف القتال في الصباح. وقال المتمردون في مدينة كورهوجو الشمالية انهم احبطوا هجوماً لقوات الامن من فيركيسدوجو على بعد 40 كيلومتراً الى الشرق.