استأنفت أطراف النزاع في ساحل العاج اجتماعاتها في ماركوسيس ضاحية باريس أمس، وسط أجواء تشير الى تقدم بشأن النقاط التي يجرى بحثها، ويحمل على التفاؤل بامكان التوصل الى اتفاق في الموعد المحدد لانهاء المفاوضات يوم الجمعة المقبل. وكان ممثلو الأطراف المتنازعة، أي سلطات ساحل العاج والأحزاب الأربعة الكبيرة اضافة الى الأحزاب الثلاثة الصغيرة وحركات التمرد الثلاث، أوقفوا اجتماعاتهم التي بدأت في 15 من الشهر الجاري، لاستراحة قصيرة أمس الأول. وعلم ان هناك شبه اجماع بين الأطراف المختلفة على تعديل احدى المواد الدستورية التي تحدد شروط الترشيح للرئاسة في ساحل العاج حيث تشطب العبارة التي تحصر هذا الحق بالمولودين من أب وأم عاجيين وتستبدلها بعبارة من أب أو أم عاجية. ويذكر ان هذه المادة كانت حالت سنة ألفين دون ترشيح رئيس الوزراء السابق الحسن وترة للرئاسة، وأدت الى انتخاب الرئيس الحالي لوران غباغبو. كما اتفق المجتمعون على عدم الحؤول دون ترشيح أي شخص يحمل جنسية ساحل العاج إذا كان يحظى بجنسية أخرى في السابق وبخفض سن الترشيح من 40 الى 35 سنة. وذكرت مصادر مطلعة ان المفاوضات تدور في ظل أجواء هادئة على رغم أنباء المناوشات والحوادث المختلفة التي تقع في ساحل العاج وان هذا الهدوء مرده الى امكان الكلام والتحاور المتوافرين بين الأطراف المختلفة. وقالت ان الايجابية التي تتسم بها المفاوضات الحالية بخلاف المنتدى عن المصالحة الوطنية الذي عقد في ابيدجان سنة 2001، هو ان المفاوضين يتبادلون الآراء عن نقاط محددة، وان ممثل فرنسا الوزير السابق بيار مازو يواصل عمله على تقريب وجهات النظر بالاستماع الى مواقف الأطراف المختلفة وبطرح ما توافر على النقاش. وأشارت الى ان بوادر اتفاق باتت تظهر في شأن القضايا المعقدة وهي اكتساب الجنسية وبطاقة الاقامة، فيما بدأت أمس مناقشة القضية الشائكة الممثلة بمصير المتمردين وصيغة تجريدهم من أسلحتهم، إضافة الى مسألة الانتخابات المبكرة التي يطالب بها المتمردون ويؤيدها ممثلو وترة. وإذا استمرت الأمور على هذا النحو، قد لا يكون من المتعذر توصل اجتماعات ماركوسيس الى اتفاق يقره رؤساء دول أفريقيا الغربية بحضور الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، خلال القمة التي تستضيفها باريس في 25 و26 كاون الثاني الجاري.