أشار وزير الخارجية الاميركي كولن باول أمس الى احراز "تقدم" مع كوريا الشمالية ولكن من دون تحقيق "اختراق" في الازمة. فيما أعربت كوريا الشمالية عن قلقها من تحركات محتملة تقوم بها حاملة طائرات اميركية قد يكون تم نشرها قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية، وأعلنت انها لا تثق الا بتوقيع معاهدة سلام مع الولاياتالمتحدة، ولن تكتفي بمجرد اعلان عدم اعتداء لوضع حد لبرامجها النووية. وصرح باول للصحافيين في الطائرة التي اقلته الى منتدى دافوس الاقتصادي العالمي شرق سويسرا "اعتقد انه تم احراز بعض التقدم ولكنه ليس اختراقاً". واكد: "يبدو ان الامور بدأت تتحسن. هناك بعض الامور التي احرزت تقدماً". واعلن في هذا الصدد عن "خطة وافكار" من جانب روسيا حيث كان موجوداً مساعده ريتشارد ارميتاج يومي الاربعاء والخميس الماضيين اضافة الى اتصالات اجرتها بيونغيانغ مع اليابانوكوريا الجنوبية. وقال باول انه "متفائل بايجاد حل ديبلوماسي للأزمة" على رغم انه اعتبر ان الوضع الناجم عن انسحاب بيونغيانغ من معاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية يبقى امراً "خطراً جداً". وأكد ان واشنطن لا تزال مستعدة للحوار مع كوريا الشمالية "في الوقت المناسب وبطريقة مناسبة"، مؤكداً في الوقت نفسه ان هذا الخلاف "ليس فقط قضية بين واشنطن وبيونغيانغ" وانما يعني دولاً اخرى في المنطقة وفي المقام الاول كوريا الجنوبيةواليابان والصين وروسيا. وقلل وزير الخارجية الاميركي ايضاً من اهمية ارجاء اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي اعلن عنه اساساً في الثالث من الشهر المقبل لبحث سبل رفع قضية كوريا الشمالية الى مجلس الامن الدولي. وقال: "ليس لدي اي شك في ان القضية ستبحث امام الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لا يوجد شعور بالالحاح الذي كنا نود رؤيته، لكن ذلك لا يطرح مشكلة كبرى بالنسبة الينا". واعربت سيول أمس عن الامل في الحصول على مهلة للسماح لمبادرات ديبلوماسية جديدة بأن تؤدي الى نتيجة قبل احالة الازمة الناجمة عن الطموحات النووية الكورية الشمالية على مجلس الامن الدولي. وقال مسؤول في حكومة كوريا الجنوبية طلب عدم كشف هويته انه "ليس هناك سبب للاسراع بعقد اجتماع طارئ للوكالة الدولية للطاقة الذرية نظراً لوجود مبعوث خاص في بيونغيانغ وجهود دولية اخرى جارية الآن" لايجاد حل من طريق التفاوض للازمة. واضاف "ابلغنا وكالة الطاقة الذرية بموقف الحكومة" الكورية الجنوبية. قلق كوري من جهتها، عبّرت كوريا الشمالية عن قلقها من تحركات محتملة تقوم بها حاملة طائرات اميركية قد يكون تم نشرها قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية في اطار الازمة الناجمة عن الطموحات النووية. ودعت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية "الى التحلي بأعلى درجات اليقظة من قبل الجمهورية الديموقراطية الشعبية في كوريا كوريا الشمالية لان الامر يتعلق بقرار خطير لخنقها عسكرياً". وأشارت الوكالة الى معلومة نشرتها الخميس الماضي وكالة الانباء اليابانية "كيودو" ومفادها ان حاملة الطائرات "كيتي هاوك" غادرت ميناء يوكوسوكا في اليابان لتجوب عرض سواحل شبه الجزيرة الكورية. ورفض ناطق عسكري اميركي في قاعدة يوكوسوكا التعليق على هذه المعلومة والاعلان عن المكان الذي توجد فيه حاملة الطائرات. واكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية من جانبها انها تجهل وجود مكان حاملة الطائرات. وأعلنت بيونغيانغ انها لا تثق الا بتوقيع معاهدة سلام مع الولاياتالمتحدة، وحذرت من انها لن تكتفي بمجرد اعلان عدم اعتداء لوضع حد لبرامجها النووية، رداً على اعلان واشنطن انها قد تعطي ضمانات خطية بعدم اعتداء على بيونغيانغ اذا كان من شأن ذلك حل الازمة. وذكرت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية "ان موقف الجمهورية الديموقراطية الشعبية في كوريا في هذا الموضوع هو انه لا يمكن لاعلان ولا لرسالة رسميين ان يضمنا لها نيات غير عدوانية ولا يمكن الوثوق بهما". ولفتت الى ان الولاياتالمتحدة انسحبت حتى الآن من اتفاقات دولية اخرى وان الضمانة الوحيدة لعدم مهاجمة كوريا الشمالية تكمن في معاهدة تحظى بموافقة الكونغرس. وأكدت انه لا يمكن الوثوق في بيان مشترك او رسالة شخصية من الرئيس جورج بوش "لأنهما قد يسقطان من دون المصادقة عليهما من قبل الكونغرس".