سيول، واشنطن، بكين – رويترز، أ ف ب – أرسلت الولاياتالمتحدة أمس، حاملة الطائرات «يو اس اس جورج واشنطن» للمشاركة في مناورات عسكرية اميركية - كورية جنوبية مقررة بدءاً من الاحد قبالة الساحل الغربي لشبه الجزيرة الكورية، وذلك غداة أطلاق كوريا الشمالية عشرات من قذائف المدفعية خلال مناورات عسكرية للجنوب في جزيرة يونبيونغ، ما أدى إلى مقتل جنديين كوريين جنوبيين ومدنيين، في أعنف هجوم على جارتها منذ انتهاء الحرب الكورية عام 1953. تزامن ذلك مع اعلان الرئيس الأميركي باراك اوباما انه سيتشاور مع سيول للرد على الهجوم الكوري الشمالي، فيما اتهمت بيونغيانغ جارتها بتعمد السعي الى تدهور العلاقات في شبه الجزيرة الكورية عبر تنفيذ «استفزاز عسكري متهور» وتأجيل المساعدات الانسانية. وغادرت حاملة الطائرة الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية وتحمل 75 طائرة حربية وطاقماً يتألف من اكثر من 6 آلاف عسكري القاعدة البحرية الاميركية في يوكوسوكا جنوب العاصمة اليابانية طوكيو. وأعلن الاسطول السابع الاميركي أن رحيلها تقرر سابقاً، فيما اشارت القوات الأميركية في كوريا الجنوبية الى ان التدريبات المشتركة مع كوريا الجنوبية ذات طبيعة دفاعية، وكانت مقررة قبل الهجوم الكوري الشمالي، مؤكدة التزامها الحفاظ على الاستقرار في المنطقة عبر قوة الردع». وكان الرئيس اوباما جدد اول من امس دعم واشنطن «الثابت» لسيول، داعياً الصين الى ممارسة الضغط على حليفتها «لمعالجة الوضع الخطر»، وهو ما أيده رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، ما دفع بكين الى الرد عبر حض الكوريتين على التحلي «بضبط النفس والهدوء»، وإجراء محادثات في أسرع وقت لتجنب تصعيد التوتر. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية هونغ لي: «تأخذ الصين الامر بجدية بالغة، وتعبّر عن ألمها وأسفها لفقدان أرواح وممتلكات وتشعر بالقلق من التطورات»، علماً ان وسائل الإعلام الصينية اوردت خبر القصف المدفعي متفادية انتقاد بيونغيانغ، بينما اتهمت الصحف الكورية الجنوبية الشمال بارتكاب «جريمة حرب» داعية الى الرد عليها. وأعلن وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تاي يونغ ان سيول ستنشر بطاريات مدفعية جديدة في الجزيرة التي تعرضت للقصف، معتبراً ان «بيونغيانغ شنت الهجوم بعد كشف برنامجها الجديد لتخصيب اليورانيوم كي تمنح كيم يونغ ايل موقع الزعيم القوي»، في اشارة الى اصغر أبناء زعيم كوريا الشمالية كيم يونغ ايل الذي يرجح أن يخلفه. في المقابل، توعدت القيادة العليا في كوريا الشمالية بشن «هجمات بلا هوادة ولا تردد اذا تجرأ العدو الكوري الجنوبي على اجتياح مياهنا الاقليمية، ولو بقدر جزء من الألف من الميلليمتر». وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية بأن «كوريا الجنوبية تعرقل عملية تحسين العلاقات الكورية وتعوق محادثات الصليب الأحمر بين الكوريتين، وتدفع الموقف الى شفا الحرب بالمضي في سياسة المواجهة مع جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية».