خلفت قوات الاحتلال اسرائيلي دماراً كبيراً في عدد من مناطق قطاع غزة حيث توغلت فجر امس، في رد سريع على هجوم مدينة الخليل في الضفة الغربية الذي اسفر عن مقتل ثلاثة جنود اسرائيليين. وردت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس على الهجوم على غزة الذي سبق عقد سلسلة جديدة من جلسات الحوار الفلسطيني في القاهرة بساعات، بقصف مناطق اسرائيلية بنحو 16 صاروخاً من نوع "قسام". توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلي المكونة من نحو 30 دبابة وآلية عسكرية امس في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، قادمة من مستوطنة "نتساريم" الجاثمة فوق أراضي قرية المغراقة. وتوغلت الدبابات والآليات في المدينة تحت غطاء كثيف من نيران الأسلحة الرشاشة من الطائرات المروحية من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع. وحاصرت منزل الشهيد مسعود عياد، الذي اغتالته قبل نحو عامين طائرات "أباتشي" على خلفية مقاومة الاحتلال وعلاقته المزعومة مع "حزب الله". وارغم الجيش سكان المنزل المكون من خمس طبقات على مغادرته قبل ان تفجره، ما أدى الى تدميره وإلحاق أضرار جسيمة بعدد من المنازل المجاورة. واعتقلت قوات الاحتلال شقيق الشهيد سعيد عياد الذي يعمل ضابطاً في الاستخبارات العامة، وعدداً من أبناء العائلة. وقال شهود ل"الحياة" ان مقاومين ومقاتلين فلسطينيين تصدوا لقوات الاحتلال ودارت اشتباكات عنيفة، فيما اطلقت قوات الاحتلال عدداً من قنابل الإنارة في سماء الحي والمدينة، بعضها فوق مقر الرئيس ياسر عرفات على شاطئ المدينة. واشار الشهود الى ان المقاومين دمروا سيارة جيب عسكرية اسرائيلية بقذيفة من نوع "ار بي جي". وأعلنت مصادر طبية في المدينة عن اصابة خمسة مواطنين. في غضون ذلك، كانت المروحيات الاسرائيلية تطلق صواريخها في اتجاه عدد من الورش والأهداف المدنية في المدينة. وقالت مديرية الأمن العام الفلسطيني ان المروحيات الاسرائيلية اطلقت 11 صاروخاً، استهدف عدد منها مخرطة في حي الصبرة المجاور لحي الزيتون تعود ملكيتها للمواطن جمال أبو شعبان، ما أدى الى تدميرها كلياً وإلحاق أضرار جسيمة بمسجد السوسي المجاور لها، وعدد من المنازل القريبة. وسقط احد هذه الصواريخ على الكنيسة الانجليكانية المجاورة للمستشفى الاهلي وسط مدينة غزة، كما سقط صاروخ آخر على منزل أحد ناشطي حركة "فتح" وعلى منزل آخر، فيما سقط صاروخ آخر في حي الشجاعية القريب من حي الزيتون على احدى المدارس التابعة ل"وكالة غوث وتشغيل اللاجئين" اونروا التابعة للأمم المتحدة، ما ألحق بها اضراراً. وأصيب جراء ذلك عدد من المواطنين بينهم فتاة في الخامسة عشرة من عمرها. من جهة اخرى، توغلت دبابات الاحتلال فجر امس ايضاً في حي البرازيلجنوب شرقي مدينة رفح، وهدمت الجرافات عدداً من المنزل تحت غطاء كثيف من اطلاق نيران الأسلحة الرشاشة وقذائف المدفعية، ما أدى الى إلحاق أضرار جسيمة بمسجد النور. كما توغلت قوات الاحتلال في قرية أم النصر القريبة من بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، وسط اطلاق نار عنيف وعشوائي. وقال شهود ان قوات الاحتلال شنت حملة دهم وتفتيش لمنازل الفلسطينيين، تم خلالها التدقيق في بطاقات هوياتهم. وقصفت دبابات الاحتلال المتمركزة على خط الهدنة شرق مخيم المغازي وسط القطاع فجر امس المناطق القريبة من الخط. وبعدما انسحبت قوات الاحتلال من مدينة غزة وحي البرازيل في رفح، عادت في وقت لاحق امس وتوغلت في بيت حانون شمال القطاع. واطلقت الدبابات عدداً من قذائف مدافعها في اتجاه منازل المواطنين، في وقت جرفت الجرافات مساحات واسعة من أحد بساتين الحمضيات في البلدة. "صواريخ القسام" ويعتقد ان التوغل الجديد جاء على خلفية اطلاق 16 صاروخاً من طراز "قسام" على بلدة المجدل عسقلان، التي يطلق عليها الاسرائيليون اسم "أشكلون"، وعلى بلدة "أجدوروت" التي قامت على انقاض قرية "بيت جرجا" الفلسطينية المدمرة عام 1948. وقالت كتائب "عزالدين القسام" الذراع العسكرية ل"حماس" ان قصف بلدتي "اشكلون" و"اجدوروت" جاءا رداً على العمليات الارهابية التي نفذتها قوات الاحتلال في غزة من قصف وتدمير منزل الشهيد عياد. وادعت سلطات الاحتلال ان أربعة صواريخ من نوع "قسام" سقطت في بلدة "اجدوروت" فقط.