اكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان عقد القمة الاقليمية وارد اذا اقتضت الضرورة، في حين استبعد نظيره السوري فاروق الشرع عقد قمة عربية استثنائية لمناقشة الأزمة العراقية. عشية المؤتمر الوزاري في اسطنبول اليوم، والذي يشارك فيه وزراء خارجية السعودية وسورية ومصر والأردن وتركيا وايران، لدرس سبل تفادي حرب على العراق، حذر الرئيس السوري بشار الأسد من ان "أي عمل منفرد سيضر بمصالح لدول المنطقة وأوروبا والولايات المتحدة ذاتها"، في حين اعتبر الرئيس محمد خاتمي ان واشنطن "تبحث عن ذريعة لمهاجمة العراق"، مشدداً على ان هذا الهجوم "ليس في مصلحة أحد، بما في ذلك اميركا نفسها". وأعلن ناطق باسم الحكومة الايرانية ان الرئيس "صدام حسين ليس له أي مكان عند الشعب الايراني، وليس وارداً منحه تسهيلات" من نوع حق اللجوء. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن خاتمي قوله: "لا أحد يعلم ما المواضيع التي ستبحث خلال اجتماع اسطنبول"، مشدداً على ان "أحداً لا يستطيع اقتراح أو إرغام مسؤول دولة على التنحي واختيار المنفى". وفيما زار وزير الخارجية السوري فاروق الشرع بيروت أمس حيث التقى الرئيس اميل لحود، ثم انتقل الى انقرة، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ان الدول المشاركة في مؤتمر اسطنبول "ستسعى الى اقناع مجلس الأمن بعدم ضرورة الحرب، واقناع العراق بضرورة تنفيذ كل قرارات مجلس الأمن لتفادي الحرب". ونفى ان يكون اللقاء الوزاري سيناقش مسألة تنحية صدام، ولم يستبعد عقد قمة للدول الست المشاركة في المؤتمر اذا اقتضت الضرورة. وأوضح في مؤتمر صحافي عقده امس في الرياض ان وزراء خارجية السعودية ومصر وسورية والأردن وتركيا وايران سيعملون خلال المؤتمر من أجل "التوصل الى تصور مشترك لما يمكن عمله لمنع الحرب عن العراق والمنطقة". وشدد على ضرورة ان يبذل العراق مزيداً من الجهود لتفادي الحرب. ورداً على سؤال عن استعدادات المملكة لاستقبال لاجئين عراقيين، قال الأمير سعود الفيصل ان السعودية "اتخذت احتياطاتها، مثل بقية الدول المحيطة بالعراق، لمواجهة احتمالات نشوب الحرب وتداعياتها الانسانية والمهم العمل لمنع الحرب". وفي بيروت، استبعد الشرع عقد قمة عربية استثنائية في شأن الأزمة العراقية، مشيراً الى "ان التحضير لقمة البحرين يشكل في حد ذاته جهداً في اتجاه تجميع كلمة العرب، في مرحلة دقيقة وصعبة". وأوضح ان اجتماع اسطنبول سيليه اجتماع في دمشق "عندما تدعو الحاجة الى ذلك، ولا استطيع تحديد موعد له". ونفى وجود خطة للقاء الوزاري اليوم، مؤكداً ان "موضوع خروج الرئيس صدام حسين من بلاده لم يطرح في كل الاتصالات واللقاءات التي اجريناها". وكان أكد في مؤتمر صحافي في دمشق بعد محادثات مع وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاسيو، ان سورية ترفض التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية لأي دولة، مشيراً الى ان تبني اسلوب القوة في تغيير الحكومات يعني ان "تسود شريعة الغاب، وهذا يعني اننا نستهين بقدرة الشعوب على التغيير".