وقع المتمردون في ساحل العاج بوساطة غرب أفريقية أمس، اتفاقًا لوقف إطلاق النار، يضع حدًا لحرب استمرت أربعة أسابيع. وتلى الاتفاق الذي وقعت الحكومة نسخة منه، مفاوضات حول مطالب المتمردين المتعلقة بإصلاحات دستورية تعقبها انتخابات خلال مهلة زمنية مقبولة. بواكيه، أبيدجان، باريس - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - حقق الوسيط الغرب أفريقي في الازمة العاجية وزير الخارجية السنغالي شيخ تيديان غاديو نجاحًا في إقناع المتمردين بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع حكومة الرئيس العاجي لوران غباغبو. ووقع قادة المتمردين الاتفاق في معقلهم في بواكيه وسط البلاد أمس، بعدما كانت الحكومة وقعت عليه من جانبها. ويقضي الاتفاق بوقف لاطلاق النار يسري اعتبارًا من منتصف ليل الخميس-الجمعة، على أن تليه مفاوضات مع الحكومة، برعاية الوساطة الغرب أفريقية. وقال وزير الخارجية السنغالي للصحافيين على أثر التوقيع، إن المتمردين "أبدوا بذلك موافقتهم على وقف العمليات الحربية للافساح في المجال أمام حوار يبدأ في أقرب وقت ممكن مع السلطات العاجية". ولم تتوافر على الفور، تفاصيل عن مضمون الاتفاق، لكن مراقبين أعربوا عن اعتقادهم أنه يتلاءم مع رغبة المتمردين في الاحتفاظ بمناطق سيطرتهم إلى حين الاتفاق على مضمون الاصلاحات السياسية التي يطالبون بها. كما يتوقع أن يكون المتمردون حصلوا على تطمينات إزاء ملابسات انتشار القوات الانغولية في ساحل العاج والذي يهدف إلى دعم حكومة غباغبو. وكانت واشنطن نصحت الحكومة العاجية أخيرًا، بإبداء مرونة مع المتمردين من أجل هدنة ومحادثات سلام، مشيرة إلى أن التمرد في ساحل العاج يشكل بداية لما يمكن أن تكون حربًا أهلية خطيرة إذ تملك الجماعات المتمردة القدرة على القيادة والسيطرة. ولاحظت واشنطن أن هناك شعورًا بأن سكان المناطق الداخلية محرومون من موارد معينة ومميزات ربما يحصل عليها أولئك الذين يعيشون في المناطق الساحلية. المطالب السياسية وكان غيوم سورو الامين العام للجناح السياسي لحركة التمرد المسلحة التي بدأت منذ 19 أيلول سبتمبر الماضي، أعلن أن الحركة تريد فرض مرحلة انتقالية قصيرة تليها انتخابات. وكان سورو مسؤولاً عن اتحاد الطلاب في ساحل العاج ويعرف باسم حركي هو "الدكتور كومبا". وأوضح أن الحركة "تتحدث عن مرحلة انتقالية تبلغ ثمانية أشهر، لاننا نرى أن المشكلات التي اختلقها سياسيون محتالون أرادوا التلاعب بمسألتي الانتماء العرقي والقبلي، مصطنعة وعلينا أن نعمل من أجل استعادة الوحدة". وأضاف: "سنعود في قراراتنا إلى دستور الرئيس الراحل فيليكس هوفوي بوانيه مؤسس ساحل العاج الذي اعتمدته البلاد أربعين سنة ويلقى تأييد أهل ساحل العاج"، داعيًا الناشطين في كل الاحزاب السياسية في البلاد إلى المشاركة في الاقتراع المقبل. وتابع المسؤول في حركة المتمردين: "بالنسبة إلينا لا مشكلة مع آدو الحسن وترة رئيس الوزراء السابق والمعارض الرئيسي لغباغبو إنه من أهل ساحل العاج. ومعركتنا لا علاقة لها به، لانه لا يملك الشجاعة ليقول إن معركتنا عادلة". وأكد أن "ما نريده هو إحلال الديموقراطية". ويذكر أن وترة لجأ منذ بداية الازمة إلى مقر السفير الفرنسي في أبيدجان. وأوضح سورو بنية المرحلة الانتقالية، وقال: "سيكون هناك رئيس يتم اختياره من الاحزاب السياسية أو من المجتمع المدني مهمته تنظيم الانتخابات وبعد ذلك المشاركة في تحقيق المصالحة بين سكان ساحل العاج". وأكد أن هذا الرئيس الذي "لن يكون من الحركة الوطنية لساحل العاج حركة التمرد لانها غير مهتمة بالسلطة، ستساعده حكومة انتقالية ولجنة عسكرية ستكون الضامن المعنوي للمرحلة الانتقالية". وأوضح أن "المهمة الرئيسية لهذه الحكومة إعداد الانتخابات بشفافية بمراقبة من الولاياتالمتحدة وفرنسا".