بدأت الأطراف المتنازعة في ساحل العاج اجتماعاتها المغلقة التي من المقرر ان تستمر تسعة أيام في ماركوسي ضاحية باريس والتي تراهن الديبلوماسية الفرنسية عليها للحؤول دون استئناف الأعمال العسكرية بين القوات التابعة للسلطة والمتمردين. ويشارك في هذه الاجتماعات التي تعقد حول طاولة مستديرة، 32 مندوباً يمثلون المتمردين في "الحركة الوطنية لساحل العاج" و"الحركة من أجل العدالة والسلام" و"الحركة الشعبية للغرب الكبير"، اضافة الى الاحزاب السياسية الأربعة وهي: "الجبهة الشعبية لساحل العاج" التي يتزعمها الرئيس لوران غباغبو و"الحزب الديموقراطي" الذي يتزعمه الرئيس السابق هنري كونان بيديه و"التجمع الجمهوري" الذي يتزعمه الحسن وترة و"الاتحاد من أجل الديموقراطية والتقدم" الذي كان يترأسه الجنرال روبير غييه الذي قُتل في أيلول سبتمبر الماضي. كما يشارك في الاجتماعات ممثلون عن ثلاثة أحزاب صغيرة هي: "حزب الشغيلة" و"الاتحاد الديموقراطي للمواطنين" و"حركة قوى المستقبل". وكان سبق هذه الاجتماعات توقيع الأطراف المختلفة على اتفاق لوقف إطلاق النار، اعتبرت باريس انه يمهد السبيل للتوصل الى تسوية سياسية دائمة تتيح لها سحب نحو 2500 من جنودها المنتشرين طوال الخط الفاصل بين الأطراف المتنازعة، والعودة الى نقاط تجمعهم في أبيدجان. وفي هذا الاطار، اقترحت الديبلوماسية الفرنسية على المجتمعين جدول اعمال يضم ثلاث نقاط رئيسة هي: نزع أسلحة المتمردين ودمج من أمكن دمجه منهم وإبعاد الآخرين عن البلاد، وتحديد نتائج الاقامة على أراضي ساحل العاج على صعيد اكتساب جنسية البلاد والمشاركة في المسارات الانتخابية وعلى صعيد ملكية الأراضي، وأخيراً التفكير في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. ومن المرتقب ان يكون جدول الاعمال بحد ذاته موضوع مناقشات مطولة، كون الأطراف المشاركة يحمل كل منها جدول أعمال خاصاً به. وتحمل سلطات ساحل العاج خطة للخروج من الأزمة تقضي بنزع أسلحة المتمردين وحصرهم في مناطق خاصة وتنظيم استفتاءات شعبية حول ملكية الأراضي وشروط اكتساب الجنسية. وأكد المتمردون من جانبهم انهم جاؤوا للتفاوض مع فرنسا وليس مع سلطات ساحل العاج، وانهم جميعاً يعملون من أجل هدف مشترك هو ازاحة غباغبو عن الحكم لأنه لم يفِ بأي من تعهداته. وتتمثل فرنسا في هذه الاجتماعات بعضو المجلس الدستوري الوزير السابق بيار مازو، الذي يتوجب عليه العمل على التقريب بين وجهات النظر المختلفة وصولاً الى الاتفاق. ويعاون مازو في مهمته هذه ممثلون عن الاتحاد الافريقي وآخرون عن المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية وعن الأممالمتحدة. وأحاطت السلطات الفرنسية مقر المركز الوطني للرغبي حيث تدور الاجتماعات بإجراءات أمنية مشددة حرصاً على سريتها، وطلبت في هذا الاطار من المشاركين فيها ملازمة المقر قدر الامكان طوال المدة المحددة لها. ممثلو المتمردين العاجيين في مستهل الطاولة المستديرة في باريس أمس. ا ب