أصدرت منظمة "أصدقاء الإنسان" الدولية أمس، بياناً سألت فيه عن مغزى صمت الإدارة الأميركية عن تقارير تحدثت عن مشاركة أجهزة تابعة لها في عمليات تعذيب سجناء اعتقلوا في إطار "الحرب على الإرهاب"؟ ودعت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً لها، الإدارة الأميركية إلى إطلاق سراح المعتقلين غير المذنبين والتوقف عن عمليات الاحتجاز التعسفية، كما طالبت الحكومات ذات العلاقة ب"وقف إهمال رعاياها وبذل جهود حقيقية من أجل إطلاق سراحهم". وأشارت المنظمة إلى تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" في السادس والعشرين من كانون الأول ديسمبر الماضي، تحدث عن ممارسة المحققين الأميركيين ضغوطاً نفسية وجسدية على المعتقلين في قاعدة بغرام الأفغانية، وعن إحالة المعتقلين الذين يرفضون الإدلاء باعترافات على أجهزة استخبارات أخرى معروفة بممارستها لوسائل التعذيب للتحقيق معهم. كما أشارت إلى شهادتي الأسيرين السابقين في غوانتانامو: الباكستاني محمد صغير والأفغاني جان محمد، عن قيام الحراس والمحققين الأميركيين بضرب المعتقلين في غوانتانامو. ورأت أن صمت الإدارة الأميركية وعدم نفيها للتقرير، يسببان قلقاً شديداً. وأكدت أن على الأجهزة الأميركية المتخصصة بتطبيق القانون وكذلك المؤسسات المهتمة بصيانة حقوق الإنسان وضمانها، فتح تحقيقات جدية في هذه القضايا والكشف عنها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع تكرارها. كما طالبت المنظمة واشنطن بتوضيح طبيعة دورها في عمليات التحقيق والتعذيب التي تجرى مع معتقلين في دول شهدت سجونها حالات تعذيب شديدة. وأكدت أن الإجراءات التي اتبعت قبل عام خلال عمليات نقل المعتقلين إلى غوانتانامو وظروف احتجازهم هناك، شكّلت "انتهاكات شديدة لحقوق الأسرى والمعتقلين وللقيم العسكرية المتعارف عليها خلال الحروب، والمنصوص عليها في اتفاق جنيف الثالث الموقع عام 1949 والخاص بمعاملة أسرى الحرب". وسألت عن "سبب إصرار الولاياتالمتحدة على احتجاز 625 شخصاً في ظروف لا إنسانية في غوانتانامو، حيث يزج المعتقلون في زنازين انفرادية صغيرة طولها 180 سنتم، وعرضها240 سم وارتفاعها 240 سم، مكشوفة الجدران ومضاءة كهربائياً على مدى أربع وعشرين ساعة، ويجبرون على ارتداء لباس صوفي خشن ولا يسمح لهم بقضاء فسحات مشتركة من الوقت؟". وخلصت المنظمة إلى أن الحكومة الأميركية فشلت على مدار عام كامل بإعطاء مبررات قانونية لاستمرار احتجاز هؤلاء الأسرى، وطالبت الرئيس الأميركي جورج بوش بإطلاق سراح الأسرى غير المذنبين، والمبادرة إلى إغلاق معتقل غوانتانامو الذي يمثل "إهانة للحقوق والمشاعر الإنسانية".