أدت محاكمة طياريين اميركيين اغارا من طريق الخطأ على وحدة كندية حليفة في افغانستان، الى اعادة الجدل حول "تقليد" انتشار المنشطات والمهدئات في اوساط قوات الجو الاميركية. وكان الطياران شنا غارة ليلاً على موقع قرب قندهار اواسط نيسان ابريل من العام الماضي، فقتلا اربعة جنود كنديين، وأصابا ثمانية آخرين بجروح. ويواجه الطياران هاري شميدت وويليام اورباخ، محاكمة عسكرية في قاعدة باركسديل الجوية ولاية لويزيانا، بموجب "القانون الرقم 32" الذي يعني احتمال تعرضهما لعقوبة الاعدام. والغريب ان مركز المراقبة الارضية، طلب منهما التوقف عن القصف، لكنهما واصلا الغارات اعتقاداً منهما انهما يتعرضان "لنيران معادية من قوات طالبان"، كما افاد شميدت. وفي وقت قال مدافعون عن الطيارين بينهم قائدهم السابق الكولونيل ديفيد نيكولز انهما تصرفا بطريقة منطقية في ظل الظروف التي احاطت بهما واعتقادهما انهما عرضة لهجوم، رأى آخرون ان الطيارين كانا في وضع هيجان عصبي، بسبب تعاطيهما الحبوب المنشطة. ويطلق الطيارون اسم "حبوب الانطلاق" على حبوب "ديكسيدرين" التي تحتوي على منشط "الامفيتامين"، فيما يشيرون الى المهدئات باسم "حبوب التوقف". ويتناول كثير من الطيارين "الامفيتامين" اثناء مهام القصف، خصوصاً في الليل. ويتخلص هؤلاء من الضغوط النفسية للمعارك بتناول حبوب منومة. ويصف البعض هذا الوضع بأنه مريع من الناحية الانسانية، لأن كلا نوعي الحبوب يحمل دماراً قوياً الى الجهاز العصبي لإنسان، ناهيك عن آثارهما النفسية والشخصية البعيدة المدى. وتحاول المحكمة معرفة ما اذا كان الطياران تحت تاثير "الامفيتامين" الذي يعرف عنه قدرته على التسبب بالهلوسة البصرية والسمعية. واستدعت طيارين عملوا على تدريب شميدت وأروباخ والإشراف عليهما، لإعطاء الرأي في شأن شخصيتي المتهمين. وتسبب الحادث بتوتر خفي بين القوات الاميركية وحليفتها الكندية في افغانستان، وضاعف حرج الولاياتالمتحدة ازاء سلسلة من حوادث "النيران الصديقة" في الحرب مع "القاعدة" و"طالبان". وأغضبت القضية كثيرين في الجيش الاميركي يقولون ان الطيارين كبشا فداء وتجرى ملاحقتهما قضائياً لاسترضاء كندا. وكان الضحايا اول قتلى كنديين يسقطون في الحرب منذ الحرب الكورية. ويواجه شميدت 37 عاماً وأورباخ 43 عاماً اتهامات بالقتل الخطأ والعدوان الجسيم والتقصير في الواجب، ويمكن ان يحكم عليهما بالسجن 64 عاماً اذا دينا.