حملت لافتات علقت في شوارع مدينة الكويت بمناسبة مرور 12 عاماً على بدء حرب الخليج في العام 1991، عبارات تعبر عن عرفان الكويتيين بالفضل في تحرير بلادهم لأميركا وحلفائها من خلال حرب عاصفة الصحراء التي أنهت احتلالاً عراقياً استمر سبعة اشهر. لكن تخيم على احتفالات العام الجاري مخاوف من نشوب حرب اخرى ضد العراق وهو احتمال يثير انقسامات بين الكويتيين. ولا يزال كثير من الكويتيين يشعرون بعرفان للولايات المتحدة وحلفائها، وتعارض غالبيتهم العظمى الرئيس العراقي صدام حسين بقوة ويريدون ان يشهدوا خروجه من السلطة في اقرب وقت ممكن. لكن الازمة تثير مخاوف من ان العراق سينتقم من جارته الصغيرة اذا هوجم. واشترى آلاف الكويتيين أقنعة للغاز وتقوم السلطات بإجراء تدريبات منتظمة للتعامل مع هجوم كيماوي قاتل. كما يشعر بعض الكويتيين بالقلق من الوجود العسكري الاميركي الكثيف في بلادهم. ويقول محللون ان هناك شعوراً متناميا بالعداء لاميركا بسبب سياسة الولاياتالمتحدة تجاه اسرائيل بشكل خاص، وأصبح الجنود الاميركيون في الكويت هدفاً لهجمات عنيفة. وألحق الاحتلال العراقي اضرارا جسيمة بالكويت اذ تعرضت المباني والبيوت للنهب والتدمير واحتجزآالاف الكويتيين اسرى وقصفت القوات العراقية اثناء تراجعها المصانع وأشعلت النار في المئات من آبار النفط. وبعد مرور 12 عاماً جرى اصلاح الدمار المادي. وانفقت الكويت مئات البلايين من الدولارات على اعادة بناء البلاد. لكن بعض الجروح لم تندمل بعد وخصوصاً الجدل المثار في شأن مصير 605 من المفقودين ممن اختفوا اثناء الاحتلال العراقي ولم يسمع شيء عنهم منذئذ. وتقول بغداد انها تقر باعتقال 126 فقط من هؤلاء المفقودين لكنها لا تعرف شيئاً عنهم بعدما فقدت اثرهم اثناء حرب الخليج. وتصر على انها لا تحتجز اي اسرى حرب كويتيين. لكن العراق استأنف المحادثات في شأن المفقودين هذا الشهر في خطوة اعتبرت انها غصن زيتون فيما تلوح في الأفق نذر حرب محتملة تشن عليه. وتقول عائلات المفقودين انها فقدت الامل تقريباً لكنها تريد ان تعرف على الاقل ما حدث لأقاربها المفقودين. وقال عبدالحميد العطار عضو اللجنة الاهلية لشؤون المفقودين واسرى الحرب الكويتيين "هل لا يزالون احياء. نحن ننتظر اجابة العراقيين منذ 12 عاماً". ووقع ابنه جمال اسيراً في العام 1990 وكان عمره حينذاك 26 عاماً ولم يطلق سراحه منذ ذلك الوقت. وتابع العطار: "منذ اعوام قليلة كنت اقول نعم انه لا يزال حياً. لكن الآن وبعد مرور 12 عاماً ولمعرفتي بطبيعة النظام في بغداد لا يمكن لأحد ان يعيش في السجون العراقية مثل هذه الفترة الطويلة". والحكومة الكويتية حليف وثيق لواشنطن ومن المرجح ان تكون الكويت نقطة انطلاق رئيسية لأي غزو للعراق. وهناك اكثر من 15 الف جندي اميركي في الكويت ويصل المزيد في كل اسبوع بينما الحشد العسكري الاميركي مستمر. لكن الحكومة تقول انها تفضل ان ترى تهدئة الازمة من خلال التغيير الداخلي في العراق بدلاً من الحرب. وينتشر الشعور بالغضب والمرارة من النظام العراقي في الكويت، لكن ذلك لا يترجم بالضرورة الى تأييد للولايات المتحدة خصوصاً بين الكويتيين الأصغر عمراً. وقال كويتي في متجر بوسط المدينة "صدام حسين عدونا لكننا لا نريد ان يسيطر الأجانب على منطقتنا". وفي تشرين الثاني نوفمبر الماضي أطلق شرطي كويتي النار على جنديين اميركيين على طريق سريع جنوبالكويت وأصابهما اصابة خطرة، وفي الشهر السابق عليه هاجم كويتيان جنوداً من مشاة البحرية الاميركيين ما اسفر عن مقتل جندي.