بعد 12 عاما على غزو القوات العراقية للكويت، ما زال الكويتيون يجهلون مصير اكثر من 600 من المفقودين والسجناء الذين اسروا خلال الاحتلال العراقي لبلادهم والذي دام سبعة اشهر. وكان ابراهيم محمد المريشي، وهو رجل مسن اعتقل الجنود العراقيون ولديه في 1990 جالسا تحت مجموعة صور اسرى علقت عند مدخل مكاتب اللجنة الوطنية لشؤون المفقودين والاسرى. وكان المريشي لشدة تأثره، عاجزا عن الاشارة الى صورتي ولديه راشد وعادل. وصرح بغضب لوكالة فرانس برس "نحن نعاني الامرين منذ 12 عاما ..ان ايماننا بالله كبير .. وبمشيئته سيعودان.واضاف ان كل ما نريد ان نعرفه هو ما اذا كانا لا يزالان على قيد الحياة او توفيا. ولمناسبة الذكرى ال12 للغزو العراقي، يحاول معظم الكويتيين محو يوم "الخميس الاسود" من ذاكرتهم عندما اجتاح آلاف الجنود العراقيين ودباباتهم دولة الكويت واحتلوها في غزو غاشم مفاجئ لم يتوقعه ولم يتقبله احد او يفهم مبرراته عائلات الاسرى الكويتيين ما زالت تنتظر عودتهم وتذكر العالم في هذا اليوم بانه لا يمكن نسيان ذويهم المفقودين. وقال عبد الحميد العطار لا اريد ان انسى ما فعله العراقيون بنا. ولو نسيت ابني فهذا يعني انني سأنسى كل شيء. واغرورقت عيناه بالدموع وهو يتحدث عن ابنه جمال (27 عاما) عندما وقع في الاسر وعن خيبة امله. وعلى غرار الاعضاء الآخرين في اللجنة الوطنية يقوم العطار الذي يتولى دائرة العلاقات العامة والاعلام، بحملة منذ سنوات لابقاء قضية الاسرى في الواجهة. واوضح (كانت العائلات ناشطة جدا قبل عامين. واليوم فقدت غالبيتها الامل. انني اتخوف من ذلك ولا اشعر بالتفاؤل). ومضى يقول اذا كانوا على قيد الحياة فافرجوا عنهم واذا توفوا فابلغونا بذلك. نريد فقط الحصول على اجوبة. واضاف نشعر بالضياع وباننا تعرضنا للخيانة. وقد توصل العراقوالكويت خلال القمة العربية التي عقدت في بيروت في اواخرمارس الماضي الى اتفاق لتنقية علاقاتهما اذ تعهدت بغداد للمرة الاولى في وثيقة خطية باحترام استقلال وسيادة وامن الكويت. ولم يأخذ الرأي العام الكويتي ذلك الاتفاق على محمل الجد. وقال العطار لا سلام طالما ان صدام حسين في الحكم مؤكدا ان الكويت ستبقى مهددة لا ينعم شعبها بالامان. وبالنسبة اليه لم ينفذ (الرئيس العراقي) الوعود التي قطعها خلال قمة بيروت. والمعروف ان معظم الاسرى ال605 الذين يحتجزهم العراق من الكويتيين اضافة الى 14 سعوديا وخمسة مصريين وخمسة ايرانيين واربعة سوريين وثلاثة لبنانيين وبحريني وعماني وهندي.واعترفت بغداد بانها احتجزت اسرى لكنها ادعت انها فقدت اثرهم بعد حرب التحرير.