أنهى ممثلون عن الأطراف الفاعلة في المعارضة العراقية مشاورات مع الإدارة الاميركية، وعادوا الى لندن لمواصلة ما وصفوه ب"التشاور من أجل اعداد جيد لاجتماع لجنة التنسيق والمتابعة وتحديد المهمات والقضايا التنظيمية". وتجاوزت اللقاءات في واشنطن المبعوث الاميركي زلماي خليل زاد، الى مستشارة الأمن القومي كوندوليزا رايس، بل ان بعض المعارضين التقى نائب الرئيس ديك تشيني. ورشح عن الاجتماعات المكثفة الكثير من المستجدات أبرزها تأجيل اجتماع اربيل للجنة التنسيق الى موعد غير محدد، وتوافق على زيادة عدد اعضائها الى 100 شخص، ويتحدث بعض الأطراف عن ضرورة تصحيح "الخلل" في تركيبة اللجنة، في اشارة الى الرفض المتزايد لنسب التمثيل التي رسمها مؤتمر صلاح الدين للمعارضة عام 1992. في غضون ذلك، علمت "الحياة" ان حظوظ الدكتور عدنان الباجه جي لإدارة المرحلة الانتقالية في العراق، تعززت خلال الاسبوعين الماضيين على حساب "مجلس سيادة" ثلاثي يضم عرباً وأكراداً بينهم سنة وشيعة، عبر بعض أطراف المعارضة عن قلقه من ان يكرس سابقة "تقسيم" عرقي - طائفي، تعود بالضرر على بنية الدولة العراقية في المستقبل. وأكدت مصادر اميركية ل"الحياة" الاهتمام بشخصية الباجه جي، وهو ديبلوماسي محترف، عمل وزيراً للخارجية مندوباً للعراق لدى الأممالمتحدة، قبل انتقاله الى دولة الامارات للعمل كمستشار لرئيس الدولة لشيخ زايد بن سلطان آل نهيان اثناء فترة تأسيس الاتحاد. واكدت المصادر ان الباجه جي اجرى بناء على دعوة من الإدارة الاميركية مشاورات في شأن مواقفه كمستقل وليبرالي. وأكد الدكتور حاتم مخلص المسؤول في "الحركة الوطنية العراقية" الذي كان التقى الرئيس جورج بوش أخيراً برفقة كنعان مكية ورند الرحيم، رفضه "استئثار معارضي الخارج بالسلطة وإقصاء العراقيين في الداخل عن أي دور في الإدارة" بعد تغيير النظام في بغداد. وأبلغ مخلص "الحياة" امس انه رد على اقتراحات قدمها مكية بهذا المعنى للرئيس الاميركي، وشدد الأول على انه يعارض مبدأ النسب والتقسيم الطائفي في تكوين هيئات المعارضة، كما يعارض ذلك في الحكم الجديد، داعياً الى ترك فكرة النسب لأنها "لن تجر على العراق إلا التمزق". وكان بوش عبر أمام الشخصيات الثلاث عن مخاوفه من المواقف السلبية للشارع العربي، وسأل عن المواقف المحتملة في الدول العربية اذا قررت واشنطن تنفيذ عمل عسكري في العراق. وذكر مخلص ان الرئيس الأميركي سأل عن الوسائل الممكنة لكسب الشارع العربي لمصلحة التوجه الاميركي لتغيير النظام العراقي. وشدد مخلص على اختلافه مع التصورات التي طرحها مكية خلال الاجتماع، في شأن الطريقة التي ستدار بها الدولة العراقية، لا سيما دعوته الى ان تتولى الولاياتالمتحدة بالكامل المسؤولية في العراق في المرحلة الانتقالية. وقال مخلص انه اعتبر ذلك مدخلاً لتكرار السيناريو الصومالي و"مأساة مقديشو"، حيث سيشجع "غياب العامل الوطني العراقي" اثارة الفوضى ما قد يؤدي الى "انسحاب الأميركيين بالطريقة التي انسحبوا فيها من الصومال".