يتوجه غداً إلى واشنطن وفد موسع من المعارضة العراقية تلبية لدعوة رسمية من الإدارة والكونغرس الأميركيين. وكانت أطراف المعارضة قررت في اجتماعات مكثفة في لندن توسيع التمثيل في الوفد ليشمل ممثلين عن التيار الوسط المستقل وممثلين اضافيين إلى الهيئة الرئاسية الموقتة للمؤتمر الوطني العراقي. في غضون ذلك، أكد مسؤول اميركي أمس أن أزمة كوسوفو لم تعطل العمليات العسكرية الأميركية في العراق، ولم تحل دون مواصلة التحرك السياسي إقليمياً ودولياً لتنفيذ مخطط إطاحة النظام العراقي. وقال خلال ايجاز للصحافة العربية في لندن إن وفداً يمثل القيادة الجماعية الموقتة للمؤتمر الوطني العراقي المعارض ومعارضين عراقيين مستقلين سيعقد اسبوعاً من الاجتماعات المكثفة في واشنطن مع كبار المسؤولين في الادارة الاميركية ولجان الكونغرس ومراكز الدراسات الاستراتيجية. وأوضح ان هدف الاجتماعات، التي ستبدأ الاسبوع المقبل، هو وضع "أجندة لمرحلة ما بعد صدام" والعمل على صوغ دستور عراقي وبحث الاوضاع الاقتصادية للعراق في المستقبل. وأضاف ان "هناك توقعات متزايدة بتغيير قريب وحساً متفاقماً بالتوتر" داخل العراق ودول المنطقة في انتظار ما ستؤول اليه الجهود الحالية. وأوضح ان الحكومة الاميركية تجري مشاورات واتصالات مع الاطراف العربية والدولية المعنية، بهدف تحقيق الاهداف المشتركة. وفي ضوء تباين مواقف دول حليفة للولايات المتحدة حول الموقف تجاه الوضع في العراق، اعترف المسؤول الاميركي بأن "لدينا طرقنا التي قد تختلف عن طرق أطراف أخرى، وقد نكون مباشرين في اسلوبنا بينما يعمل غيرنا بطريقة غير مباشرة". وأضاف ان هناك حكومات مهتمة جداً بمتابعة الجهود الاميركية "رغم شكوكها بما يمكن للعراقيين أن يحققوه وما يمكن لنا ان نحققه من أجلهم". وأعلن رفض واشنطن إقتراحات اوروبية لإصدار قرار جديد من الاممالمتحدة بشأن العراق، معتبراً أن ما يحتاجه العراقيون اليوم لحل مشكلتهم هو حكومة جديدة وليس قرارات جديدة من الأممالمتحدة". ونفى ان تكون هناك خلافات بين واشنطن من جهة ولندن وباريس من جهة اخرى بسبب اخفاء واشنطن نياتها الحقيقية تجاه العراق. وقال إن البلدين لم يقدما احتجاجات على الموقف الاميركي وان الولاياتالمتحدة "تشعر بأنها قريبة من بريطانيا وعلى اتصال مع فرنسا". وجدد رفض بلاده إقامة تنظيم عراقي معارض مواز للمؤتمر الوطني العراقي. وقال إن واشنطن مرتاحة إلى التقارب بين فصائل المعارضة العراقية والجهود التي بذلت لتوحيدها، مشدداً على أنه "لا يريد ان يرسم صورة متفائلة"، لكنه يعتقد بأن المؤشرات تدل إلى أن الأمور تسير في الاتجاه الصحيح". اجتماعات المعارضة وأكد الدكتور صلاح الشيخلي، الناطق باسم الهيئة الرئاسية الموقتة ل"الحياة" أنه جرى الاتفاق على انشاء لجنة متابعة تشمل، إلى الأعضاء السبعة للهيئة، كلاً من الدكتور عدنان الباجه جي وزير الخارجية العراقي الأسبق، والشريف علي بن الحسين مندوباً عن الحركة الملكية الدستورية. كما اضيف إلى قوام الوفد اسما شخصيتين معارضتين هما اللواء الركن حسن مصطفى النقيب وحاتم مولود مخلص. وأضاف الشيخلي ان "هناك مؤشرات ايجابية برزت في الاجتماعات ونجم عنها الخروج بتمثيل متوازن لمختلف التيارات والاتجاهات السياسية في العراق، فضلاً عن الاتفاق على استمرار الحوار للتحضير للاجتماع الواسع للمعارضة العراقية بعد انتهاء المشاورات والاستعدادات". وأكدت مصادر عراقية معارضة ل"الحياة" أنه ثمة اتجاهات مختلفة بصدد مكان عقد الاجتماع الواسع والتسمية التي ستعطى له. وأشارت المصادر إلى وجود اجماع على عدم عقد هذا الاجتماع في واشنطن. وفيما لمحت أطراف ساهمت في اجتماعات لندن إلى احتمال عقده في كردستان العراق "إذا توفرت الضمانات السياسية والأمنية من جانب الولاياتالمتحدة"، سارعت أطراف المعارضة الكردية من جهتها إلى رفض الفكرة، ونفت في تصريحات ل"الحياة" احتمال عقد الاجتماع في كردستان واعتبرته "غير وارد" في الوقت الحاضر. ويستخلص من نتائج الاجتماعات ان هنالك توافقاً عاماً بين الأطراف المختلفة على عدم التوقف عند الاسماء والجهات التي سيجري مواصلة الاجتماعات في ظلها. إذ جرى توسيع التمثيل ليتجاوز المؤتمر الوطني العراقي من خلال انشاء لجنة المتابعة التي ضمت أطرافاً سياسية جديدة. وقال الشيخلي في هذا الصدد "إن الوفد المعارض سيمثل المؤتمر الوطني العراقي ولكنه لن يكون وحده، إذ ستكون معه أطراف سياسية جديدة وشخصيات أخرى من خارج اللجنة الرئاسية الموقتة". اعتقال أقارب صدام وفي عمّان، أكدت مصادر عراقية موثوق بها اعتقال عدد من اقارب الرئيس العراقي على خلفية انتقادات في مجالسهم الخاصة طاولت تسمية قصي، النجل الأصغر للرئيس، "رجلاً ثانياً" في القيادة العراقية، لافتة الى ان قرابتهم للرئيس حالت دون "تصفيتهم". وذكرت مصادر في حزب البعث ان قصي حضر اجتماعاً للقيادة القطرية للحزب في التاسع عشر من الشهر الجاري عقد برئاسة الرئيس صدام حسين، مؤكدة ان قصي عرض "رؤية شباب الحزب" لتنشيط العمل الحزبي و"تحديث بناء السلطة". من جهة اخرى، أشارت مصادر طبية عراقية الى ان فريقاً طبياً أجنبياً أكد صعوبة عودة عدي، النجل الأكبر للرئيس العراقي، الى حاله الصحية الطبيعية السابقة. وقالت إن فريق الاخصائيين في جراحة العظام والعضلات والمفاصل زار بغداد أخيراً لتقويم الوضع الصحي لعدي، وأكد استحالة شفائه من شلل في إحدى ساقيه بعد تعرضه لمحاولة اغتيال في كانون الاول ديسمبر 1996. واضافت ان تقريراً بهذا الخصوص رفع الى احمد حسين رئيس ديوان الرئاسة في العراق.