السيد المحرر، بعد التحية، ردد الدكتور نبيل ياسين في مقاله الذي نُشر في "الحياة" في عددها الصادر في 2/6/1999 الرواية التي روّجها بعض اعداء مزاحم الباجه جي بأنه سعى الى فصل البصرة عن العراق وإلحاقها بالهند بينما الحقيقة هي عكس ذلك تماماً. ان مزاحم الباجه جي وشخصيات اخرى وفي مقدمها عبدالكاظم الشمخاني وبعض شيوخ القبائل تصدوا لمؤامرة فصل البصرة عن العراق وارسلوا عرائض احتجاج ووجهوا كتاباً نسخة منه بحوزتي الى المعتمد السامي البريطاني يطالبون فيه بإبقاء البصرة ضمن الدولة العراقية. ومن ناحيته ارسل مزاحم الباجه جي كتاباً شديد اللهجة الى المس جرنرود بيل السكرتيرة الشرقية في دار الاعتماد يحتج فيه على تشجيع بعض الموظفين البريطانيين لفكرة فصل البصرة عن العراق. واجابته المس بيل بكتاب الأصل موجود عندي نفت فيه ضلوع دار الاعتماد في الموضوع مؤكدة سياسة حكومتها بعدم تقسيم العراق. اما عن دور مزاحم الباجه جي في حركة التحرير العربية في مطلع هذا القرن ودوره في وضع دستور الدولة العراقية الفتية وسيرته السياسية عموماً فلا مجال للخوض فيها الآن. واني على استعداد لإهداء نسخة من كتابي عن مزاحم الباجه جي الى الدكتور ياسين ليطلع على بعض نواحي الحياة السياسية في العراق آنذاك. الذي يحيّرني لماذا حشر الدكتور ياسين اسم مزاحم الباجه جي وتناول احداثاً مرت عليها ثمانون عاماً في مقال خصصه لانتقاد الوفد العراقي الذي ذهب الى واشنطن في الاسبوع الماضي. يبدأ المقال بالتهجّم على من سمّاهم ب"المهرولين" الى واشنطن. لا ادري من هو المقصود بالمهرول ولكنني استطيع ان اذكّر بشهادة الكثيرين اني والشريف علي بن الحسين رفضنا في أول الأمر وترددنا كثيراً في الذهاب ولم نقبل الا بعد رجاء عدد من الاخوان الاعزاء والمحاولات التي لم تنقطع والالحاح المستمر من قبل الرئاسة الموقتة للمجلس التنفيذي للمؤتمر والمبعوث الاميركي. اتهامه لنا بأننا نسعى الى وضع العراق تحت الوصاية الاميركية وتكريس الطائفية امر مضحك حقاً، ونصيحتي للدكتور ياسين ألا يزايد علينا بالوطنية فنحن لسنا أقل وطنية منه. والعراقيون يعرفون المخلصين الذين يسعون الى خدمة بلدهم ولا يطلبون جاهاً او مصلحة مقابل ذلك. لندن - عدنان الباجه جي