لا تكاد بطولة عربية تبدأ إلا ومعها مشكلات من كل اتجاه، ولسنا بعيدين عن بطولة كأس العرب التي اختتمت اخيراً في الكويت، وما صاحبها من مشكلات وايقافات وتهديد بالانسحاب، ووعيد بعدم المشاركة في بطولات اخرى. وقبل ان تبدأ البطولة "المدمجة" الجديدة التي يستضيفها نادي الاتحاد السعودي هذه الايام، هدد الاهلي السعودي ايضاً بالانسحاب من البطولة بسبب رفض الاتحاد العربي تسجيل المهاجم المغربي بوشعيب المباركي في صفوف الفريق، وارتكزت حجة الاتحاد العربي ان اللاعب أُوقف في بطولة العرب الاخيرة، بينما يصر الاهلاويون على ان المباركي انتهت فترة ايقافه بانتهاء البطولة، الامر الذي حدا بالأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد العربي التدخل وسمح بمشاركة المباركي مع الاهلي السعودي والمدافع البحريني محمد حسين في صفوف الاهلي البحريني. وجاء تدخل الأمير سلطان بن فهد لفض الخلاف بين الاهلي واللجنة الفنية في الاتحاد العربي، لأن البطولة تحمل اسم الأمير فيصل بن فهد "وتقديراً للاسهامات التي قدمها الأمير الراحل الى الكرة العربية". ويتوقع النقاد المتابعون للبطولات العربية ألاّ تخلو من "الاسطوانة المشروخة" التي اشتهرت بها هذه البطولات، واذا حدث عكس هذه التوقعات فان سبقاً ستسجله هذه البطولة الوليدة. واستغرب احد النقاد العرب الذين حضروا لتغطية البطولة، وهو طلب الا نفصح عن اسمه، الاحداث التي تصاحب البطولات العربية دائماً "ما يدعو للاستغراب ان الفرق العربية اذا لعبت مع فرق اقليمية او فرق اوروبية لا نشاهد مثل هذه الاحتجاجات والاعتراضات والتشنجات حتى لو تعرضت الى ظلم تحكيمي واضح، وهي لا تستطيع ان تهدد بالانسحاب كما تفعل في البطولات العربية. اعتقد ان خوف اللاعبين العرب والفرق كذلك من العقوبات التي ربما يتعرضون لها تجعلهم لا يفكرون بما يفكرون به في البطولات العربية التي لا تتعامل مع هذه النوعية من الاخطاء بحسم... ففيها لا تتعدى العقوبات عن الابعاد من البطولات العربية وقتياً، وربما لا يزيد عقاب اللاعبين عن الوقف حتى لو تعدوا بالضرب على الحكام المباريات. الامر يختلف عندما يرتكب اللاعبون العرب حماقات من هذه النوعية خارج النطاق العربي، لأن الامر يصعد الى الاتحاد الدولي مما يجعل هؤلاء اللاعبين معرضين الى الايقاف او الشطب". وعلى رغم ان تصريحات مسيري الفرق العربية تدعو دائماً الى اللُحمة العربية، الا ان ما يقال شيء وما يحدث داخل الملعب شيء آخر تماماً!