يشهد الشطر الشمالي من نيقوسيا اليوم، تظاهرة هي الثانية من نوعها في اقل من شهر، للمطالبة بإعادة توحيد الجزيرة، في حين لا يريد عدد كبير من القبارصة الاتراك تفويت فرصة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي المتاحة للقبارصة اليونانيين. ومن المقرر ان توقع قبرص المعترف بها دولياً اي الشطر الجنوبي اليوناني في 16 نيسان ابريل المقبل، معاهدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، سواء تم التوصل الى تسوية لقضية الجزيرة المقسمة ام لا. وقال ارسف فايز وهو طبيب شاب وأحد منظمي التجمع: "لسنا خونة لكننا نريد ان نقرر مستقبلنا"، معرباً عن خشيته من ان يؤدي الموقف المتصلب للمسؤولين القبارصة الاتراك الى انحراف عملية السلام في الجزيرة. وقال مصطفى يوسف وهو سائق سيارة اجرة يبلغ من العمر 35 عاماً ينوي المشاركة في التظاهرة ان "المانيا دمرت فرنسا خلال الحرب العالمية غير ان البلدين نسيا معاناة الماضي ويتعاونان اليوم. نستطيع ان نقوم بالامر نفسه مع اليونانيين القبارصة". وأعرب عن قناعته بأن في وسع المجموعتين التركية واليونانية ان تعودان الى العيش معاً "من دون نزاع"، على رغم التقسيم في شطري الجزيرة اللذين يفصل بينهما الخط الاخضر منذ غزو تركيا القطاع الشمالي من قبرص في 1974 اثر محاولة انقلاب نفذها قبارصة يونانيون متشددون لالحاق الجزيرة باليونان. وقال ان "الامور تغيرت كثيراً منذ 1974، وفي حال تعرض الاتراك لهجوم فإن العالم اجمع سيعرف بذلك بفضل التكنولوجيا والانترنت"، مذكراً بالمواجهات العنيفة التي وقعت بين المجموعتين بعد قيام جمهورية قبرص 1960. ورأى ان الاتفاق اليوم "في متناول اليد"، في اشارة الى خطة الاممالمتحدة من اجل توحيد الجزيرة وفق النموذج السويسري والذي سيناقشه المسؤولون القبارصة مجدداً هذا الاسبوع. وتابع: "انها افضل خطة عرضت على الطرفين منذ عشرات الاعوام". ولكنه اعتبر ان على رؤوف دنكطاش رئيس "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى انقرة، ان "يبقى على طاولة المفاوضات لتعديل الخطة لمصلحة القبارصة الاتراك". وبعدما اتهمته الحكومة التركية الجديدة بالتصلب في المواقف مجرية تعديلاً على سياستها التقليدية في الدعم اللامشروط لشمال قبرص، يتعرض دنكطاش في هذه المرحلة الى ضغوط لا سابق لها. ويستطيع ان يعول اليوم على دعم الجيش التركي النافذ الذي ينشر حوالى ثلاثين الف جندي في شمال الجزيرة، غير ان شعبيته تراجعت الى حد كبير بسبب الازمة الاقتصادية والفساد وغياب اي تقدم باتجاه اتفاق سلام. ورأى مصطفى وهو ابن أحد المحاربين ضد القوميين القبارصة اليونانيين في منظمة ايوكا ان "الامور بدأت تتبدل مع تغيير الحكومة في انقرة، وعلى دنكطاش ان يصغي الى شعبه". وقالت موظفة تبلغ من العمر 44 عاماً ان "دنكطاش يريد بالتأكيد تأمين افضل سلام لشعبه"، غير انها رأت ان "الامور يجب ان تتغير" بعد سياسة طويلة استمرت اكثر من اربعين عاماً. وأضافت ان "دنكطاش كان هنا في ايام والدي وكان هنا عندما كنت صغيرة ولا يزال هنا بعدما اصبحت ابنتي في الجامعة".