أكد رئيس الوزراء التركي عبدالله غل توقيع وثيقة اطار قانوني تسمح بشروط معينة لخبراء وعسكريين اميركيين بتفقد القواعد الجوية والموانئ التركية، تمهيداً لتطويرها لتصبح جاهزة لاستخدامها عندما تقرر واشنطن ضرب العراق. ووصل الى بغداد امس وزير التجارة التركي كورشات توزمان على رأس وفد من 350 شخصاً، حاملاً رسالة الى الرئيس صدام حسين. وقال غل ان "الحكومة رفضت في البداية في اطار اتفاق الحلف الاطلسي الطلب الاميركي وأصرت على وضع ضوابط وشروط قانونية جديدة للعملية التي ستتم تحت سيطرة تركيا الكاملة". وينتظر حوالى 150 خبيراً وعسكرياً اميركياً في القواعد العسكرية في المانيا منذ حوالى عشرة ايام القدوم الى تركيا بعد انتهاء المفاوضات بين الخارجية والجيش التركي من جهة والجيش الاميركي من جهة اخرى حول تحديد اطار عملية الاستطلاع هذه. وفيما رفضت الحكومة التركية الإدلاء بتفاصيل الاتفاق الذي تم التوصل اليه إلا ان غل أكد ان العملية ستتم تحت اشراف تركيا وحسب القوانين التركية. وسيخضع الجنود والخبراء الاميركيون للقوانين والقضاء التركي في حال حصول أي حادث، ولن يحالوا الى القضاء الاميركي كما كانت واشنطن تطالب. وانتهز غول الفرصة ليتهم الاعلام التركي بالانجرار وراء ما سماه "قوى داخلية وخارجية" تحاول الضغط على الحكومة، رافضاً انباء وردت في الصحافة التركية عن استعداد انقرة للحرب وفتح الأجواء والقواعد التركية أمام القوات الاميركية، مشيراً الى ان الاتفاق على تفقد القواعد تم التوصل اليه الخميس. فيما كانت صحف تركية اكدت ان الخبراء الاميركيين باشروا عملهم منذ اسابيع. وفي هذا الاطار تتزايد يوماً بعد يوم التسريبات في الصحافة الاميركية حول انزعاج واشنطن من تردد الحكومة التركية في الاستجابة للمطالب الاميركية التي وصلت الى حد التهديد بقطع الدعم الاقتصادي. وعلى رغم ذلك، توجه وزير الدولة للتجارة الخارجية كورشات توزمان الى بغداد الجمعة على رأس وفد ضم 350 من رجال الاعمال والصحافيين الاتراك. وقال ل"الحياة" ان انقرة تأمل بزيادة حصتها من مناقصات العراق ضمن اتفاق "النفط للغذاء"، وتركيا لا تزال تصر على ايجاد حل سلمي للمسألة العراقية. وأضاف انه يحمل رسالة من رئيس الوزراء عبدالله غل الى الحكومة العراقية توضح موقف انقرة من المسألة العراقية، مؤكداً ضرورة تطبيق القرارات الدولية. ورداً على الانتقادات التي وجهتها بعض الأوساط العسكرية والقومية لتوزمان لقيامه بهذه الزيارة قال ان على الجميع ان يحترم ويقدر جهود ومساعي تركيا لحل المسألتين سلمياً وانه واثق من ان دول المنطقة قادرة على حل مشاكلها بنفسها، وشدد على ان تركيا تود ان تلعب دور الوسيط لحل المسألة العراقية.