أعلن البيت الأبيض ارجاء الرئيس جورج بوش جولة افريقية كانت مقررة منتصف الشهر المقبل "لاعتبارات داخلية ودولية"، ما اطلق تكهنات واسعة لقرب الحرب على العراق. وفي غضون ذلك، أكد مسؤولون أميركيون أن واشنطن ستقدم قريباً إلى المفتشين الدوليين لائحة بأسماء علماء عراقيين تطلب اجراء مقابلات معهم في إطار محاولة لتحريك أعمال التفتيش والحصول على كشف جديد يدين العراق، وستسلمهم أيضاً بعض المعلومات السرية التي أعلنت منذ فترة أنها تملكها عن تسلح العراق، لكنها لا تريد السماح بتسربها إلى بغداد. وفي إطار الاستعداد للحرب، زادت واشنطن ضغوطها على تركيا إلى "درجة التهديد" للرد على مطالبها باستخدام أراضيها وتسهيلاتها العسكرية. واشنطن، السيلية قطر، بغداد، نيويورك، طوكيو، برلين - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن البيت الأبيض ان الرئيس جورج بوش ارجأ جولة افريقية كانت مقررة من 10 إلى 17 كانون الثاني يناير المقبل. وبرر البيت الابيض ذلك ل"اعتبارات داخلية ودولية". واعتبر مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم كشف هويته، ذلك إشارة الى الأزمتين العراقية والسياسية التي نجمت عن قرار السناتور الجمهوري ترينت لوت الجمعة التخلي عن قيادة الغالبية في مجلس الشيوخ. وتزامن هذا القرار مع تكاثر الحديث عن نهاية كانون الثاني أو بداية شباط فبراير موعداً ملائماً لشن هجوم على العراق. وقال خبراء استراتيجيون اميركيون إن الحرب يمكن ان تقع في شباط بعد شهر أخير من المفاوضات الديبلوماسية وعرض رئيس لجنة التحقق والمراقبة والتفتيش هانس بليكس تقريره الرسمي على مجلس الامن في 27 كانون الثاني المقبل. وقال الناطق باسم البيت الابيض آري فلايشر في بيان ان "الرئيس بوش سيؤجل الى وقت لاحق الجولة التي كانت مقررة في افريقيا في كانون الثاني 2003 بسبب تضافر اعتبارات داخلية ودولية". واضاف: "سيكون من دواعي سرور الرئيس زيارة افريقيا العام المقبل لمواصلة بناء شراكة مع هذه القارة واجراء اتصالات مباشرة مع الزعماء الافارقة". وانتهز بوش حديثه الاذاعي هذا الأسبوع الذي وجهه أمس السبت لنقل رسالة عيد الميلاد، وهو يتذكر الجنود "الذين يحمون الأميركيين من خطر جسيم". وقال: "أمتنا كلها تفكر في هذا الوقت من العام في الرجال والنساء في الجيش الذين سيمضي كثيرون منهم عيد الميلاد في مواقع وقواعد بعيدة عن الوطن. إنهم يقفون حاجزاً بين الأميركيين وخطر جسيم". وتذكر في حديثه الإذاعي ضحايا هجمات 11 أيلول سبتمبر، وقال إن "آلاف الأسر في بلدنا ما زالت في حال حزن بسبب خسارتها المروعة التي حلت بها في العام الماضي في الحادي عشر من أيلول. ونحن لم ننسَ هذه الخسارة وسنواصل الصلاة من أجلهم". وفي قطر، أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الأميركية الجنرال ريتشارد مايرز خلال تفقده قاعدة السيلية جنوبالدوحة، أن التعزيزات العسكرية في الخليج تهدف إلى "تعزيز الجهود الديبلوماسية". لائحة علماء عراقيين وفي تطور آخر، صرح مسؤولون أميركيون بأن الولاياتالمتحدة ستقدم إلى المفتشين الدوليين لائحة باسماء علماء عراقيين لمقابلتهم الأسبوع المقبل. وقال مسؤول أميركي: "قد نقدم اقتراحات ربما الأسبوع المقبل". وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن مسؤولين أمس، أن واشنطن ستسلم المفتشين معلومات جديدة حصلت عليها عبر أقمار التجسس الاصطناعية، يمكن أن تقودهم إلى مواقع قد تضم مواد كيماوية وبيولوجية عراقية. وأضافت ان هذه المعلومات يمكن أن تنقل إلى الأممالمتحدة اعتباراً من نهاية الأسبوع المقبل. وحتى الآن تحفظ البيت الأبيض عن كشف المعلومات، مؤكداً أنه يخشى تسريبها إلى بغداد. بغداد: لا مبرر لطبول الحرب الأميركية وفي بغداد، رأت الصحف الرسمية العراقية في التصريحات الأميركية التي اتهمت العراق بانتهاك قرار مجلس الأمن 1441، خطوة جديدة نحو الحرب. وكتبت صحيفة "بابل"، التي يشرف عليها عدي صدام حسين، نجل الرئيس العراقي، أمس ان "الإدارة الأميركية تريد عبر تصريحاتها الأخيرة حصرنا في زاوية حرجة، فإما العدوان أو العدوان". واتهمت الصحيفة، التي صدرت أمس بعد تعليق دام شهراً، واشنطن ب"دق طبول الحرب على رغم عدم وجود ما يبرر ذلك". واشنطن توافق على رئاسة المانيا لجنة العقوبات على صعيد آخر، قال ديبلوماسيون إن أعضاء مجلس الأمن وافقوا الجمعة على تعيين المانيا رئيسة للجنة العقوبات على العراق بعدما تخلى البيت الأبيض عن اعتراضه على المانيا. وقال مشاركون في الاجتماع إن الفونسو فالديفيزو، سفير كولومبيا في الأممالمتحدة والرئيس الحالي لمجلس الأمن، أعد قائمة بالرؤساء المقترحين للجنة ولم يبد أحد اعتراضه خلال مداولات المجلس الجمعة. وسترأس شيلي، التي اختارتها واشنطن أصلاً لرئاسة لجنة العراق لجنة عقوبات أفغانستان التي تعد قوائم الأشخاص والمنظمات المشتبه بارتباطهم بتنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". وفي طوكيو، أفادت أجهزة إعلام أمس أن اليابان قد ترسل قوات إلى العراق للمساعدة في ازالة أي أسلحة كيماوية وبيولوجية بعد الحرب. الضغوط على تركيا تقترب من التهديد وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة في أنقرة أن واشنطن بدأت تزيد ضغوطها على الحكومة التركية "إلى حد التهديد" لتلبية مطالبها واتخاذ موقف مؤيد للحرب. وكانت أنقرة ماطلت بالرد على المطالب ورفضت تقديم وعود أو تعهدات مكتوبة، ما ازعج واشنطن التي أكدت عزمها على شن عمل عسكري على بغداد قريباً. وفي إطار الإلحاح الأميركي، سلم السفير الأميركي في أنقرة ريتشارد بيرسون رسالة خطية إلى زعيم حزب العدالة والتنمية رجب طيب ارضوغان في مطار أنقرة، حيث لحقه إلى هناك ليل الجمعة، رافضاً الانتظار إلى صباح السبت. وقابل بيرسون غول وطلب منه الاسراع برد وافٍ.