رأس وزير الدولة التركي طونجا طوسكاي ومستشار التجارة الخارجية كورشات توزمان وفداً كبيراً ضم ممثلين عن 97 شركة، لحضور معرض بغداد الدولي، والوفد الذي وصل الى بغداد جواً هو الأكبر من نوعه منذ عشر سنين، وطوسكاي هو أول ديبلوماسي تركي يسافر الى العراق بطائرة، ما يرجح منح الخارجية التركية مستقبلاً أذونات لرحلات جوية الى بغداد، خارج اطار المساعدات الطبية والانسانية. وقال الوزير قبل مغادرته أنقرة، ان محادثاته ستتناول تطوير العلاقات التجارية بين البلدين موضحاً انه سيطلب زيادة حصة تركيا في تأمين حاجات العراق ضمن برنامج "النفط للغذاء". وأشار الى انه سيناقش في بغداد ايضاً آليات لزيادة التجارة بين البلدين، منها استعجال تنفيذ مشروع لفتح معبر حدودي جديد، غرب معبر الخابور، وزيادة معدل ضخ النفط العراقي عبر خط كركوك - يومورطالك، الى الطاقة القصوى، علماً ان هذا الخط يعمل بثلثها فقط بسبب قصف الطائرات الاميركية بعض محطات الضخ العراقية عام 1998. وأضاف طوسكاي، ان بلاده تسعى الى استيراد الغاز الطبيعي من العراق عبر انبوب جديد، يمتد الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، وبيع الفائض لدولة ثالثة. وكانت النائبة التركية فراي جونول سراي اعدت في بغداد قبل اسبوعين لزيارة الوفد الكبير ،وقالت ل"الحياة" ان على تركيا ان تلعب دوراً فاعلاً لرفع الحصار عن العراق، مؤكدة عزم انقرة على ذلك. وأشارت الى ان العلاقات التركية - العراقية والتركية - العربية عموماً ستشهد قفزة كبيرة خلال تشرين الثاني نوفمبر. وطرحت النائبة سراي في البرلمان التركي مشروعاً لتأمين حاجات تركيا من النفط والغاز من ايرانوالعراق وسورية، معتبرة ان ذلك سيساعد في تسوية خلافات انقرة مع جيرانها. ولفت مراقبون اتراك الى ان تأمين العراق وسورية احتياجات انقرة من الغاز قد يساهم في تسوية قضية المياه بين الدول الثلاث، فيما رأى مراقبون آخرون ان أزمة اسعار النفط قد تكون غطاء اميركياً لتأكيد اهمية نفط العراق، وضرورة عودته الى الأسرة الدولية وتخفيف الحصار. عبدالمجيد في غضون ذلك، دان الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد "استمرار الطائرات الأميركية والبريطانية في قصفها المنشآت المدنية العراقية، وما خلفه هذا العدوان من ضحايا بشرية بلغت منذ بداية هذا القصف في 16/12/1998 مئات القتلى من المدنيين الأبرياء وآلاف الجرحى، الأمر الذي يمس أمن العراق وسيادته ووحدته". ودعا عبدالمجيد في تصريح له أمس، الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى "الكف عن مواصلة أعمالهما العسكرية ضد العراق واعتماد الحل الديبلوماسي في تسوية المشاكل العالقة وفق قرارات الشرعية الدولية".