الدمام - "الحياة" - كانت رحلة المنتخب السعودي في الدفاع عن لقبه خلال كأس العرب الثامنة والتي اختتمت اخيراً في الكويت، مليئة بالمفاجآت والظروف الصعبة لعشاقه الذين اعتبروا مشاركته هي مجرد اعداد للمرحلة التي تسبق تصفيات كأس العالم المقبلة... بيد ان النجوم الواعدة حولت هذه النظرة الى رغبة في تأكيد زعامتهم للكرة العربية... ففازوا باللقب. وحكاية هذا المنتخب بدأت عندما وقع اختيار الاتحاد السعودي على المدرب الهولندي جيرار فاندرليم ليتولى مهمة تدريب المنتخب لفترة طويلة تمتد الى المونديال المقبل عام 2006 في المانيا. واستعان المدرب على الفور بوجوه جديدة وشابة ودعمها بعدد من الدوليين السابقين، وعمل على الا يزيد متوسط اعمار اللاعبين عن "25سنة". وكان القرار الأهم هو ابعاد الدوليين الذين تجاوزت اعمارهم هذه السن بهدف تكوين منتخب شاب قادر على مواجهة التحديات المقبلة. واكتفى المدرب باقامة معسكر قصير على مرحلتين: الاولى في الرياض والثانية في الدمام لتقارب مناخهما مع المناخ المتوقع في الكويت، وهو ركز على رفع اللياقة البدنية وتطبيق الجمل التكتيكية... وخاض المنتخب السعودي مباراة ودية واحدة مع لبنان في اطار التحضيرات انتهت بالتعادل 1-1. وعلى رغم حاجة المنتخب السعودي الى خدمات حارسه الدولي محمد الخوجلي، الا ان عدم التزامه بالتعليمات كان وراء ابعاده، لأن المدرب لا يعترف بمجرد الاسماء حتى ولو كانت من فئة "السوبر ستار". وشاءت الاقدار ان يصاب النجم الموهوب محمد الشلهوب، أحد ركائز المنتخب، عشية انطلاق البطولة ولم يمكن استبداله بلاعب آخر وفقاً للائحة المسابقة... كما حرمت الاصابة زميله الصاعد بقوة يسري الباشا من المشاركة في البطولة. وفي الدور التمهيدي، استهل المنتخب السعودي رحلة الدفاع عن لقبه بفوز مستحق على البحرين 2-1، ثم على لبنان 1-صفر، وعلى سورية 3-صفر، واخيراً تعادل مع اليمن 2-2. واجمع المتابعون على ان النتائج التي حققها السعوديون وضعتهم على رأس لائحة المرشحين للفوز باللقب، وهو ما انعكس فعلاً على ادائهم في الدور نصف النهائي حين فازوا على المغرب 2-صفر. ثم اصطادوا اكثر من عصفور بحجر واحد عندما تفوقوا على البحرين في المباراة النهائية واحتفظوا باللقب. ومن اللافت انه قبل ساعات قليلة من خوض المنتخب السعودي مباراته في الدور نصف النهائي امام المغرب، تعرض فاندرليم لأزمة قلبية وتوقف قلبه قبل ان يستعيد النبض من جديد، وتولى مساعده ومواطنه كويمان المهمة فسار على نهج ابن جلدته وقاد الاخضر الى تحقيق بطولة جديدة. وبرز الحارس السعودي الشاب مبروك زايد في الذود عن مرماه، ولم تتلق شباكه سوى هدف واحد... وعوض جماهير الاخضر عن غياب حارس القرن محمد الدعيع، وأكد انه خير خلف لخير سلف.