أكد مساعد وزير الخارجية الأميركي جون بولتون أن واشنطن ستسعى إلى نيل موافقة مجلس الأمن على خططها ضد العراق. وأعلن في موسكو أن مبعوثاً أميركياً آخر سيصل الأسبوع المقبل إلى العاصمة الروسية وفي حوزته "أدلة" على امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، مشدداً على أن إدارة الرئيس جورج بوش لن تقدم تنازلات للكرملين أو لأي طرف في هذه المسألة، ولن تساوم. أما الرئيس فلاديمير بوتين فاعتبر أن فرص التسوية السياسية لم تستنفد. اختتم بولتون أمس زيارة لموسكو ناقش خلالها مع المسؤولين الروس قضايا الأمن الاستراتيجي ومسألة التعاون العسكري بين موسكو وطهران، إضافة إلى ملف العراق. وعقد بولتون قبيل مغادرته موسكو مؤتمراً صحافياً أكد فيه أن الجانبين وضعا اللمسات الأخيرة في إطار التحضير للاجتماع المرتقب في واشنطن في 20 الشهر الجاري، على مستوى وزراء الخارجية والدفاع في البلدين. وقال بولتون إن موسكو أعطت أجوبة عن اقتراحات كانت الولاياتالمتحدة قدمتها في شأن خطوات لخفض برامج التعاون العسكري بين روسيا وإيران، والتعاون في المجال النووي. وأضاف ان الرد الروسي سيناقش خلال اجتماع واشنطن. وأشار إلى أن إدارة الرئيس جورج بوش "تتفهم قلق روسيا" ازاء المستجدات في الأزمة العراقية، لكنه شدد على أن "تحدي بغداد" قرارات مجلس الأمن هو "موضوع جدي لا يمكن أن يخضع للمساومات". واستبعد تفاهمات بين روسيا وأميركا في شأن موقف البلدين من العراق وجورجيا، لافتاً إلى أن الأسس التي تستند إليها واشنطن في موقفها من بغداد "قوية وموضوعية" ولا تستدعي تقديم تنازلات لروسيا أو أي طرف. وأعلن أن الولاياتالمتحدة ستعرض الملف العراقي للمناقشة في مجلس الأمن "مثلما حدث لدى استصدار القرار 678 الذي سمح باستخدام القوة بعد احتلال الكويت". وأكد بولتون أن مبعوثاً أميركياً سيصل إلى موسكو الأسبوع المقبل، قبل أن يبدأ الكونغرس مناقشة هذا الملف، موضحاً أن هدف الزيارة هو اطلاع القيادة الروسية على "أدلة" تثبت امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، وعلى طبيعة "التهديدات" التي تراها واشنطن من جانب النظام العراقي. في غضون ذلك، أعلن ناطق باسم الديوان الرئاسي الروسي ان الرئيس فلاديمير بوتين أكد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار أن فرص تسوية المسألة العراقية بالطرق السياسية لم تستنفد بعد، وشدد على الأهمية الخاصة للتوصل إلى حل في إطار الأممالمتحدة، مشيراً إلى استعداد روسيا لعمل يستند إلى الشراكة في إطار المنظمة الدولية. وذكر الناطق باسم الكرملين سيرغي بريغودكو أن هناك هدفاً مشتركاً لموسكووواشنطن في ما يتعلق بالعراق، جوهره التأكد من عدم امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، وعجزها امتلاكها لاحقاً. وأوضح ان موسكو تدعو إلى آلية خاصة يضعها مجلس الأمن لتنفيذ ذلك. وكان ناطق باسم الخارجية الروسية أكد "تأييد موسكو رؤية الرئيس جورج بوش حول ضرورة الحرب على الإرهاب"، لكنه شدد على الدور الأساسي للأمم المتحدة فيها. ورأى عدد من المسؤولين الروس أن خطاب بوش أمام الأممالمتحدة أول من أمس يعكس تراجعاً عن التفرد الأميركي في تسوية المسألة العراقية بالقوة. وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الفيديرالية الشيوخ ميخائيل مارغيدوف إن تبريرات الرئيس الأميركي موقف بلاده من العراق لا تبدو مقنعة لشركاء الولاياتالمتحدة في التحالف الدولي، لكنه أشار إلى أن واشنطن، كما أوحى خطاب بوش، بدأت تستمع إلى رأي المجتمع الدولي المتمسك بالتزام العمل ضمن القوانين الدولية.