أعرب أمين اللجنة الشعبية العامة للوحدة الافريقية الليبي الدكتور علي عبدالسلام التريكي عن أسف بلاده لعدم التزام "مجموعة جون قرنق" المعارضة في جنوب السودان وقف النار واحتلالها مدينة توريت. وأكد في حديث إلى "الحياة" تأييد بلاده ل"بروتوكول مشاكوس" بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بقيادة قرنق على أساس عدم تقسيم السودان وعدم انفصاله وعلى أساس التزام وقف النار. وزار التريكي جدة حيث سلم رسالة من الزعيم الليبي إلى نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ووقع الاتفاق السعودي - الليبي للتعاون الاقتصادي والثقافي والشبابي مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وقال التريكي: "نحن في الجماهيرية أكدنا وقوفنا مع السودان ومع وحدته وقام وزير الخارجية السوداني الأسبوع الماضي بزيارتنا في ليبيا وبحثنا معه في أمر اتفاق مشاكوس بالتفصيل. نحن نرى ان هذا الاتفاق يجب ألا يؤدي بأي شكل من الأشكال الى تقسيم السودان وكانت وجهة نظرنا أن تكون النقطة الرئيسية في الاتفاق وقف اطلاق النار". وأعرب المسؤول الليبي عن الأسف ل"التطورات المتمثلة باستيلاء جماعة جون قرنق على المدينة السودانية توريت وتعليق الحكومة السودانية للمفاوضات. وكان من المفروض التزام جماعة قرنق وقف النار. ونحن ندعو الى ذلك. وستتاح لنا الفرصة للقاء وزير خارجية السودان في القاهرة لمعرفة تفاصيل ما يدور حالياً وسنبحث الامر كذلك مع اشقائنا في مصر الذين يشاركوننا الرأي في ضرورة المحافظة على وحدة السودان وعدم قبولنا لانفصال جنوب السودان". وسُئل التريكي عن انتقاد العقيد معمر القذافي للجامعة العربية، فأجاب: "ليس هناك شك في ان وضعنا العربي وضع مزرٍ. ونحن كعرب غير قادرين على تحمل مسؤولياتنا لمواجهة هذا الوضع سواء في فلسطين أو العراق أو السودان. والجامعة العربية ليست مسؤولة عن ذلك كجامعة انما هي مسؤولية الدول. هناك حرب صليبية موجهة ضد الاسلام ويجب ان نتحمل مسؤولياتنا كعرب ومسلمين، ويجب علينا ألا نعيش تحت التهديد وتحت سياط الاتهام، يجب ان يكون لدينا موقف عربي وإسلامي حاسم ضد الصهاينة وحلفائهم من المتطرفين في الغرب". وعن رفض ليبيا ضرب العراق، قال: "هذا موقف عربي واضح يرفض الهجوم والحرب على العراق ونؤكده كعرب مجتمعين وفرادى. ليس من حق أي دولة مهما كانت ان تقول ان هذا الرئيس أو الحاكم لا يعجبني لذلك يجب ان يمشي بغض النظر عن الواقع أو الاسباب... بأي حق تفرض الولاياتالمتحدة على العالم ما تريده ولو بالتهديد؟". وعن تسوية قضية لوكربي أوضح: "نحن مستمرون في النقاش مع الاميركان والانكليز. وليبيا لا تقدر ان تتحمل المسؤولية ليست هناك مسؤولية ليبية في ذلك ومحكمة العدل الدولية برأت ليبيا من ذلك وكذلك المحكمة الاسكتلندية لم تحمل الدولة الليبية المسؤولية". أما عن الكلام عن مسؤولية "أبو نضال" في التفجير، قال: "الموضوع هذا يجب ان يتابعه القضاء في ضوء كل المعلومات التي ترد وفقاً لما ذكر". وأضاف انه لا يعلم عدد الذين تعتقلهم بلاده من تنظيم "القاعدة"، مشيراً إلى "ان هؤلاء يجري التحقيق معهم حول علاقتهم بالعديد من القضايا الارهابية، وليبيا كما هو معلوم من اوائل الدول التي تعرضت للإرهاب وهي اول دولة وزعت مذكرة دولية للقبض على اسامة بن لادن".