لم يستبعد رئيس الوزراء البريطاني توني بلير امس، احتمال اصدار قرارين منفصلين في مجلس الامن في شأن العراق، وهدد الرئيس العراقي صدام حسين بتدخل عسكري اذا لم يوافق على نزع اسلحته سريعاً. وقال ان امام الرئيس العراقي خياراً وحيداً هو "إما نزع الاسلحة، أو مواجهة إجراء عسكري". لندن، الدوحة، بكين، جوهانسبورغ، واشنطن، سيدني - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي رداً على سؤال عما اذا كان يؤيد اصدار قرار او اثنين في شأن العراق، "يمكننا ترك المسالة مفتوحة في الوقت الراهن". واوضح بلير في بلاكبول شمال غربي انكلترا حيث سيشارك في المؤتمر السنوي لحزب العمال ان "الهدف هو الحصول على تصميم حازم جدا من مجلس الامن يقول ... ان هذه الاسلحة الكيماوية والبيولوجية وهذه الاسلحة النووية المحتملة تشكل خطرا فعليا على العالم، وان على العراق التخلص منها". واكد بلير مجددا ان الاممالمتحدة يجب ان تكون "السبيل" الوحيد لإرغام النظام العراقي على نزع اسلحته. واضاف ان على الاممالمتحدة ان تقول "بوضوح تام" للرئيس العراقي صدام حسين ونظامه ان لديهم "خياراً وحيداً: اما ان يقبلوا التخلص من هذه الاسلحة التي لم يكن يفترض ان يحصلوا عليها أبدا او ان العمل العسكري سيحدث". وترغب واشنطن من جهتها بإصدار قرار واحد ينص على اللجوء التلقائي الى القوة. وقلل من شأن التقارير التي افادت ان الصيغة المتفق عليها لمشروع القرار البريطاني - الاميركي تطالب العراق بالموافقة على بدء عمليات التفتيش خلال سبعة ايام واعلان جميع قدرات الاسلحة المحظورة لديه خلال 30 يوماً. وقال ان المناقشات مستمرة مع الدول الاخرى دائمة العضوية في مجلس الامن وهي فرنسا وروسيا والصين. مبعوث بريطاني في بكين وفي بكين، قال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية ان مبعوثا بريطانيا وصل الى الصين أمس لمحاولة اقناع بكين بتأييد اصدار قرار صارم في مجلس الامن ضد العراق في ما يتعلق بعمليات التفتيش عن الاسلحة. واضاف المصدر ان وليام ايرمان وكيل وزارة الخارجية لشؤون الدفاع والامن الدولي سيبحث اليوم مع مسؤولي وزارة الخارجية الصينية في المسألة العراقية. موفدة اميركية في أنقرة متزامنة مع زيارة طارق عزيز وفي انقرة، بثت وكالة انباء الاناضول ان مساعدة وزير الخارجية الاميركي المكلفة شؤون أوروبا وآسيا الوسطى اليزابيث جونز وصلت امس الى تركيا للبحث مع السلطات التركية في قضية العراق وقضايا سياسية واقتصادية. وسيستقبل وزير الخارجية شكري سينا غوريل جونز اليوم على ان تلتقي الرجل الثاني في رئاسة اركان الجيش الجنرال يسار بويوكانيت. وتتزامن زيارة جونز التي تختتم الثلثاء مع زيارة يقوم بها نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الذي سيجتمع مع الرئيس احمد نجدت سيزر ورئيس الوزراء بولنت اجاويد. واكد الناطق باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان زيارة جونز للعاصمة التركية اثناء وجود المسؤول العراقي فيها مجرد "صدفة"، وان اي لقاء بينهما غير مبرمج. كلينتون يؤيد "قرارا حازما" في الاممالمتحدة حيال العراق وفي جوهانسبورغ، أعرب الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون عن تأييده لتبني "قرار حازم" في الاممالمتحدة حيال العراق يشمل اللجوء الى القوة ضد نظام الرئيس العراقي في حال عدم التزام بغداد القرارات الدولية. وقال كلينتون: "علينا العودة الى الاممالمتحدة واستصدار قرار حازم مفاده أن صدام يقول انه سيسمح بعمليات التفتيش وانه سيخضع لمطالب المجموعة الدولية لنزع اسلحته الكيماوية والبيولوجية والنووية". الملف العراقي لا يضمن فوز الجمهوريين في الانتخابات وفي واشنطن، اظهر استطلاع نشرته مجلة "نيوزويك" انه وعلى رغم ان غالبية كبرى من الاميركيين تدعم الرئيس جورج بوش والضربات ضد النظام العراقي، فإن أفق الحرب ضد العراق يبدو غير كاف لضمان فوز الجمهوريين في الانتخابات التشريعية الفرعية في الخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وافاد الاستطلاع ان الناخبين بدوا اكثر قلقا حيال الوضع الاقتصادي 41 في المئة ومن الحرب مع العراق 34 في المئة. وحتى وان كان 63 في المئة يؤيدون استخدام القوة ضد العراق، فإن الديموقراطيين سيفوزون على رغم كل شيء بنسبة 47 في المئة مقابل 40 في المئة للجمهوريين اذا جرت الانتخابات الان. وتنظم انتخابات الخامس من تشرين الثاني لتجديد كل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ بالاضافة الى 36 من اصل 50 حاكما. وفي ما يتعلق بالملف العراقي، فان 67 في المئة يؤيدون شن ضربات جوية فيما يؤيد 72 في المئة ارسال قوات خاصة و69 في المئة ارسال قوة دولية للاطاحة بنظام الرئيس العراقي. لكن 66 في المئة من الاميركيين عبروا عن رغبتهم في ان يحصل بوش على موافقة الكونغرس قبل اي عمل عسكري فيما قال 59 في المئة انهم يؤيدون حصوله على دعم الاممالمتحدة. وعبر 58 في المئة عن رغبتهم في ان يحظى بوش بدعم حلفائه و52 في المئة في ان ينال دعم غالبية الدول العربية المعتدلة. وقال 48 في المئة من الاميركيين انهم يفضلون ان يؤخر بوش العمل العسكري اذا كان ذلك يخوله الحصول على دعم دولي اكبر، فيما قال 41 في المئة انهم يؤيدون عملا عسكريا سريعا حتى من دون دعم الحلفاء.