اختارت وزارة السياحة السورية "اليوم العالمي للسياحة" الجمعة الماضي موعداً لإطلاق مهرجان "خطى طريق الحرير" في كل من مدينة تدمر الأثرية وحلب ودمشق لاستعادة ذكرى طريق الحرير الذي كان يربط قديماً بين الغرب والشرق. ونظمت الوزارة لهذا الغرض استعراضاً فنياً يعد الأول من نوعه في سورية. وتكمن أهمية طريق الحرير لبرامج الترويج السياحي لدى سورية في كونها كانت معبراً لمسارات تجارية تاريخية قديمة تؤم مدينة تدمر التي كانت نقطة تلاقي القوافل القادمة من آسيا الصغرى شمالاً وإلى مصر جنوباً، ومن البحر مروراً باوغاريت وعمريت وجبيل وصور غرباً، ومن شط العرب وصولاً إلى بلاد فارس والهند شرقاً. وساهم طريق الحرير قديماً في تبادل الحضارات وتلاقيها عندما بدأت القوافل التجارية تحمل معها الشعراء والمؤرخين والطباخين والموسيقيين بأسلوب يكاد يشبه المدينة الصغيرة المتنقلة. وقال وزير السياحة السوري الدكتور سعدالله اغه القلعة: "شهدت سورية ولادة حضارات كثيرة على أرضها، ابتكرت الزراعة للمرة الأولى في التاريخ وابتدعت الخلائط المعدنية وصناعة الفخار العادي والمزين والملون والكتابة الأولى والأبجدية الأولى واللحن الأقدم في التاريخ، كما شهدت قدوم حضارات وفدت واستقرت وذابت في النسج الحضاري الفريد الذي تميزت به أرض سورية". وأكد أن مهرجان طريق الحرير يكرس مساعي وزارة السياحة لتحقيق نقلة نوعية جديدة في عناصر المنتج السياحي السوري لكي يصبح منتجاً متكاملاً مركباً وجذاباً وفريداً يتجسد من خلال زيارة الآثار التي تحتضنها سورية والتي ترسم بمجملها تاريخ الحضارة الإنسانية وتحقق تنوعاً قل نظيره على المستوى العالمي، كذلك من خلال التمتع بمفاتن الطبيعة السورية المتنوعة في سواحلها وجبالها وغاباتها وبواديها وأنهارها وبحيراتها ومحمياتها الطبيعية، إضافة إلى زيارة المدن القديمة بأسواقها وخاناتها وقصورها. بدوره أكد الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية فرانشيسكو فرانجياللي في رسالة تلاها المثل عنه ادوارد دانسكوير "ان سورية تتمتع بإمكانات هائلة لنمو السياحة نظراً إلى ارثها الغني المتمثل بالمواقع الاثرية والتاريخية وتقاليدها التراثية العريقة ومواقعها الطبيعية ذات الجمال الأخاذ، إضافة إلى سهولة الوصول إليها من البلدان المصدرة للسياح. ولهذا فإن السياحة في سورية تعد قطاعاً للتنمية المستدامة"، لافتاً إلى أن سورية تحظى بمصدر سياحي مهم، وهو ارتباطها الوثيق بطريق الحرير، حيث أن مهرجانات طريق الحرير ستنطلق في المستقبل بطريقة تبرز فيها التاريخ العريق لسورية وتعطي نقاط جذب سياحية جديدة لها. وشهدت فعاليات المهرجان التي حضرها عدد كبير من السياح الأجانب عروضاً فنية على مسرح تدمر الاثري قدمتها فرق من دول عربية وأجنبية جاءت من الهند واسبانيا والمجر ورومانيا والعراق، إضافة إلى فرق سورية. وقدم المخرج السوري باسل الخطيب لمحات تمثيلية على مدى ساعة ونصف ساعة، شارك فيها أكثر من 400 شخص استعاد من خلالها ذكرى القوافل التجارية التي كانت تؤم تدمر قادمة من مختلف أنحاء العالم.