أبلغ الرئيس الايراني محمد خاتمي وفداً إماراتياً برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان رغبة بلاده في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع الامارات، فيما نقل الوزير رسالة من رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تتضمن رغبة مماثلة. وشدد خاتمي على ان "الحوار بين البلدين سيؤدي الى تقاربهما"، في حين نقل بيان للرئاسة الايرانية عن الشيخ زايد تأكيده في رسالته ان "الوقت حان لبناء تعاون مثمر" بينهما يستند الى "المساواة والاحترام المتبادل وحسن الجوار". وتجنب الطرفان الإشارة الى النزاع على الجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، لكنهما أبديا ارادة سياسية على أعلى المستويات لبدء مرحلة من التعاون والتفاهم. وقال خاتمي ان "صدر ايران كان مفتوحاً دائماً لأشقائها في دولة الامارات"، معرباً عن ثقته بأن زيارة الشيخ حمدان طهران "ستفتح آفاقاً جديدة بين البلدين"، وواصفاً العلاقة بينهما بأنها "ممتازة وراسخة وتاريخية". وجاء في بيان للرئاسة الايرانية ان خاتمي شدد على "ضرورة الاستفادة من القواسم المشتركة بين البلدين لتأمين مصالحهما، واتخاذ اجراءات جدية لعدم التدخل في شؤون الآخر". واشار الى ان سياسة بلاده "تقوم على إزالة التوتر، واتخذت خطوات نحو السلام والتفاهم، حتى مع الأطراف التي خاضت حرباً ضدها". واعتبر ان "كل دول المنطقة في قارب واحد، ومستقبلها الزاهر يكمن في التعاون والأمن والاستقرار". وزاد ان الامارات "أكبر شريك تجاري لايران في المنطقة، وطهران تدعو دائماً الى تعزيز العلاقات معها". وشدد خاتمي على ان "العالم الاسلامي بحاجة اليوم الى التعاون والتضامن، بخاصة لدعم الشعب الفلسطيني". واثنى على مساندة الامارات الانتفاضة الفلسطينية، معتبراً ذلك "ثمرة لحكمة ساستها والتجارب المفيدة للشيخ زايد". ونبه الى ان "الإمارات هي من الدول الصديقة" مؤكداً ان "الحوار بين مسؤولي البلدين سيؤدي الى تقاربهما وتأمين مصالح الدولتين". ونقل بيان الرئاسة عن الشيخ حمدان تأكيده عزم كبار المسؤولين في الامارات على تنمية العلاقات مع ايران، لافتاً الى ما يتعرض له "الشعب الفلسطيني المظلوم". ورأى ان "على المسلمين التعاون والتضامن للدفاع عن الشعوب المسلمة". وجاء في رسالة الشيخ زايد لخاتمي ان "الوقت حان لبناء تعاون مستمر ومثمر بين البلدين، استناداً الى المساواة والاحترام المتبادل وحسن الجوار". واضاف ان "الحقائق الجغرافية والدينية والسياسية توجب، في هذه الظروف، على ايرانوالامارات ان تتعاونا استناداً الى أواصر الصداقة والأخوة". وحضر لقاء خاتمي والشيخ حمدان، وزير الاعلام الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، وبدا واضحاً ان الزيارة تتجاوز عنوانها المعلن، وهو تقديم التهاني للرئيس الايراني بفوزه بولاية ثانية. فاللقاء الذي جمع الوفد الاماراتي ووزير الخارجية الايراني كمال خرازي امس تجاوز وقته المحدد، واستمر اكثر من ساعة. واكد الشيخ حمدان بن زايد في ختام زيارته طهران ان محادثاته مع المسؤولين الايرانيين لم تتطرق البتة الى موضوع الجزر، وقال ان الزيارة كانت فقط لتهنئة خاتمي بإعادة انتخابه. وأعلن انه ستكون هناك زيارات اخرى بين الجانبين. وقال: "ان لكل حادث حديث". واعرب عن ارتياحه للزيارة ولقائه خاتمي وكبار المسؤولين. وقال ان المحادثات ركزت على "الأوضاع الخطيرة" التي تمر بها الأراضي الفلسطينية المحتلة في ضوء الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية والمستمرة ضد الشعب الفلسطيني. ودعا الى التضامن لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم الاسلامي.