أعلن الأردن امس للمرة الأولى ان مواطنيه الذين يتحدرون من اصول فلسطينية لا تزيد نسبتهم عن 34 في المئة من مجموع عدد سكان المملكة البالغ نحو 5.2 مليون نسمة. وقال رئيس الوزراء الأردني علي أبو الراغب في ندوة نقاشية دعت اليها نقابة الصحافيين الاردنيين ان هناك "أرقاماً مغلوطة يتداولها كثيرون عن نسبة الاردنيين من أصل فلسطيني، منها ما يشير الى انها تزيد عن نصف عدد السكان، لكن الأرقام الرسمية والصحيحة تؤكد ان المواطنين الاردنيين من أصول فلسطينية لا يزيدون عن 34 في المئة من مجموع سكان المملكة". وأوضح رداً على سؤال عن المخاوف الاردنية من اختلال سكاني في حال السماح لأعداد من فلسطينيي الضفة الغربية بالاقامة في الاردن ان "الحكومة تتعامل مع سكان المملكة بصفتهم عائلة واحدة، بصرف النظر عن الأصول والمنابت ... لكننا في الوقت نفسه حريصون على دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، وقطع الطريق على مشاريع التهجير القسري التي تلجأ اليها اسرائيل لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها". وتشير أرقام رسمية ايضاً الى أن نسبة الاردنيين من أصل فلسطيني كانت تزيد عن 60 في المئة قبل القرار الذي أصدره العاهل الاردني الراحل الملك حسين بن طلال عام 1988، وقضى بفك الارتباط الاداري والقانوني بين الضفتين الشرقية والغربية. ويعود الوجود الفلسطيني في الاردن تاريخياً الى الاختلاط السكاني الذي انتجه القرب الجغرافي بين ضفتي نهر الاردن، كما ان الضفة كانت جزءاً من المملكة الهاشمية حتى عام 1967، اضافة الى ان الاردن يستضيف اكثر من 1.7 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في 13 مخيماً على أرضه. واتخذ الاردن في الأشهر الماضية اجراءات احترازية على معابره الحدودية مع الاراضي الفلسطينية لمنع موجة هجرة جديدة من التدفق الى أراضيه، واشترط على الفلسطينيين القادمين من الضفة تقديم كفالات عدلية لضمان عودتهم ثانية الى أراضيهم. وأكد أبو الراغب ان الأرقام الرسمية أظهرت أخيراً ان "هناك تطابقاً بين اعداد القادمين من الأراضي الفلسطينية مع أعداد المغادرين، ما يعني ان هناك وعياً فلسطينياً بمحاولات الترانسفير الاسرائيلية". ولفت الى ان "نسبة ال34 في المئة تشمل الأردنيين من أصول فلسطينية الذين يحملون بطاقة السفر ذات اللون الأصفر، وهؤلاء يحملون جوازات سفر أردنية وأرقاماً وطنية، ولهم كامل حقوق المواطنة". يذكر ان آلافاً من الفلسطينيين المقيمين في الأردن يحملون بطاقات السفر الخضراء، ويتم التعامل معهم بصفتهم فلسطينيين يقيمون في المملكة للعمل أو التعليم أو السياحة، ولا يدخلون في التعداد الرسمي للسكان ويحملون جوازات سفر موقتة.