تكثر الفرق الشبابية اللبنانية التي تعمل على اضفاء أنماط موسيقية وغنائية مغايرة للسائد، ومن هذه الفرق: "سوب كيلز" الصابون يقتل الذي أصدر ألبومه الجديد "شفتك"، وفرقة "عكس السير" التي تحضّر لاصدار ألبومها "خرطوش". "سوب كيلز" فريق أسسه زيد وياسمين حمدان منذ خمس سنوات، عرف شهرة في الاوساط الشبابية البيروتية تحديداً، ولطالما عرّف هذا الفريق بأنه يستعيد التراث العربي ويعيد تقديمه في قالب موسيقي معاصر الكتروني يدور في أجواء موسيقى "البوب" مع شيء من الموسيقى الشرقية، فكان أول ألبوم بعنوان "ضائع". "شفتك" عنوان الألبوم الأخير ل"سوب كيلز" يتسم غلافه بمعايير لافتة. فهو ينتمي الى فن "الكيتش"، يبدو وكأنه ملصق سينمائي لفيلم عربي قديم. "سوب كيلز" كان عليه ان يغني الشاعر الشعبي الساخر عمر الزعني، المعروف عنه انه كان صاحب "مونولوغات" ساخرة يعشقها "البيارتة" وهي تنقل مناخات الاربعينات، زمن بيروت العريق. "سوب كيلز" انتقى "كله نضيف" للزعني وقدّم الاغنية بكلمات جديدة: "عرانيس، بويا تيريلو... تعوا نركب اوتوبيس متحف دورة كورنيش، بويا تيريلو، قرب على الطيّب قرّب... لمسات شفافي جرّب... ع السكين يا بطيخ"، ترمس ترمس عرائيس" أما كلمات الزعني فهي "كله نضيف كله نحيف كله مهفهف كله لطيف / يا لطيف تلطف بالصبايا يا لطيف...". تبدو الاغنية من خلال سخريتها كأنها تعكس الواقع السائد في شوارع بيروت. فريق "سوب كيلز" انتقى كلمات "عرانيس" من أصوات الباعة المنتشرين في بيروت على الارصفة أو في الأحياء. وهناك في ألبوم "شفتك" عدد من الأغاني تراوح بين القديم والجديد على ايقاع موسيقى هجينة. أما "عكس السير" فهي فرقة برزت في بيروت في منتصف التسعينات وانتشرت في بعض الأوساط الشبابية، من خلال أغان تنتمي الى موسيقى ال"راب" و"الهيب - هوب"، وهي غيّرت اسمها، وكذلك عدلت عن الغناء باللغة الفرنسية. ففي العام 1996، كانت الفرقة فرنسية اسماً وغناء وتوجهاً. كان اسمها "النثر حين يقتل" يتقاطع هذا الاسم مع "الصابون يقتل" وهي اذ يصبح اسمها "عكس السير" تأخذنا الى زياد الرحباني، و"عكس السير" اسم لفرقة، افرادها هم: وائل قديح، وحسام فتح الله وطارق يمنى، كانت الحياة الموسيقية بالنسبة اليهم أقرب الى الهواية وسرعان ما انتقلت الى الاحتراف، وكان أول عمل للفرقة هو "أهلا بالشباب". ألبوم يعكس بكلماته حال المجتمع اللبناني، أما الموسيقى فهي راب وغاضبة، متأثرة بالراب المارسيلي الفرنسي القائم على الرفض. ومن النافل القول ان للراب طريقة خاصة في الاداء والالقاء والغناء أهم ما فيها السرعة. بالاضافة الى ان الراب نمط حياة فمغني الراب يرتدي نوعاً معيناً من الملابس ويكثر من حركة اليدين في اتجاهات محددة. يمكننا القول ان أغاني "عكس السير" فيها مسحة "ثقافوية" تنتقد رموز الحياة اللبنانية بامتياز، ومن خلال هذا النقد القائم على الجرأة اللفظية والشكلية يحاول اعضاء الفرقة خلق الراب في بيروت. لا ندري ما اذا كان بامكانهم "لبننته" من خلال الموسيقى. بالطبع جماعة "عكس السير" استنبطوا كلمات أغانيهم من خلال حياة الأرصفة ومن خلال نقد النظام اللانظام السائد، وهم نقلوا الحياة اليومية للمجتمع اللبناني، وهم الآن يحضرون لاصدار ألبوم خرطوش أي الرصاص الذي يبدو انه ينقل احوال الانتفاضة ومجزرة جنين وفعل الطائرات الحربية.